الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المستقبل فى الصحراء

المستقبل فى الصحراء

الأمل فى مستقبل أفضل للأجيال الجديدة وللمصريين بصفة عامة يكون من خلال التوسع فى المشروعات الزراعية.. الزراعة من قديم الأزل هى محور مهم فى حياة المصريين.. أسعد لحظات حياتى أن أشاهد هذه الأرض برمالها الصفراء وقد تحولت إلى جنة خضراء منزرعة بالمحاصيل الاستراتيجية كالقمح والشعير والبنجر والخضروات والنخيل.. المشروعات الزراعية العظيمة التى بدأتها الدولة منذ عدة سنوات كانت ولا تزال هى المستقبل بإذن الله.



من هذه المشروعات خرجت إلينا مدينة توشكى وهى اســم مكون من مقطعين فى اللهجة النوبية، (توش) وهو اســم لنوع من الأزهار الطبية العطرية وهو نبات الغبيرة الذى كان ينمو بغزارة فى وادى توشكى، أما كلمة «كى» فمعناها الموطن أو المكان وبذلك (توشكى) تعنى موطن نبات الغبيرة ومنطقة توشكى كانت تضم قريتين إحداهما شرق النيل وتسمى توشكى شرق، والأخرى غرب النيل وتسمى توشكى غرب. وكان سكان توشكى يستخدمون المراكب الشراعية كوسيلة للتنقل بين القريتين عبر نهر النيل.

الدولة بدأت عملية إعادة العمل فى هذا المشروع بتوجيهات من القيادة السياسية وبالفعل تمت زراعة  أكبر مزرعة تمور فى الشرق الأوسط من حيث عدد النخيل وأجود أنواع التمور مثل المجدول والبرحى إلى جانب المساحات المزروعة بالمحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والخضر والموالح والمانجو وغيرها من المحاصيل الاستراتيجية، وعلى الرغم من أن العمل فى توشكى بدأ منذ ما يقرب من 24 عامًا ولكنه تعرض لكثير من المشكلات خاصة بعد 2011.

وزارة الزراعة قامت باختيار المناطق الخاصة بـخطة استصلاح المليون فدان بمنطقة توشكى بعناية، وهى مقسمة على 11 منطقة، وهى مشروع توشكى 108 آلاف فدان، وآبار توشكى 30 ألف فدان، والفرافرة القديمة 200 ألف فدان، والفرافرة الجديدة 100 ألف فدان، والداخلة 50 ألف فدان، وامتداد شرق العوينات 50 ألف فدان، وجنوب منخفض القطارة 50 ألف فدان، ومشروع غرب المنيا 200 ألف فدان، ومنطقة المغرة 150 ألف فدان، وشرق سيوة 30 ألف فدان، وتم توزيع 33 ألف فدان للشباب بتوشكى.

هذه واحدة من عدة مشروعات زراعية كبرى بدأت الدولة العمل فيها بجد وعزيمة وإخلاص ومن خلال مجموعة عمل كبيرة مهندسين زراعيين وفنيين وعمال متخصصين فى الزراعة.. إذا أراد الله سبحانه وتعالى للمشروعات الزراعية التى بدأ العمل فيها منذ بضع سنوات وتم استكمال العمل فى المشروعات الزراعية القديمة بعزيمة ومتابعة جيدة من الدولة من الممكن أن تحدث انفراجة كبرى فى غذاء المصريين ومن الممكن أن يأتى يوم بإذن الله يحدث اكتفاء ذاتى من القمح، وهذا الحلم ليس ببعيد على الله والمصريين.

لقد منح الله لنا مساحات شاسعة تصلح للزراعة فى الشرق بسيناء المباركة وفى الغرب بطول الحدود الغربية ومناطق «الغرد» والأودية التى تنمو فيها الحشائش منذ مئات السنين على الأمطار الموسمية وقرب المياه الجوفية من سطح الأرض.

جهود الدولة فى المجال الزراعى تحتاج إلى عدة مقالات وتحتاج أيضا إلى قيام المحافظين بعمل زيارات للشباب ولعموم الناس لكى يشاهدوا الأرض الصفراء كيف كانت وكيف أصبحت ولا شك أن رؤية الخضار والزروع والمحاصيل المتعددة تدخل السرور فى النفس وتخرج الإنسان من حالته النفسية إلى حالة أفضل.

فى النهاية عندنا جميع الإمكانيات لزراعة الصحراء وتحويلها إلى جنة خضراء.. بالعمل والعرق والجهود المخلصة وبكل هذه الطاقات المعطلة من الشباب الجالس على المقاهى فى انتظار الفرج من الله.  تحيا مصر.