الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
خواطر فى المونديال

خواطر فى المونديال

بنهاية مسابقة كأس العالم لكرة القدم  هذا العام -2022-فى دورته الثانية والعشرين والذى بدأ عام 1930 فى الأوروجواى ولم يتوقف إلا دورتين فقط لظروف الحرب العالمية الثانية، نبدأ أولا بتهنئة فريق الأرجنتين بالفوز بالبطولة للمرة الثالثة فى تاريخها، كما نتقدم لفريق المغرب الشقيق بخالص التهنئة والاعتزاز بوصولهم إلى الدور نصف النهائى وحصولهم على المركز الرابع لأول مرة فى التاريخ بأن يصل فريق عربى إلى هذا المركز عن جدارة واستحقاق.



نجد أن كأس العالم هذا والذى يقدر عدد المشجعين فيه بنحو 1.2 مليون مشجع قاموا بشراء ما يزيد علي 3 ملايين تذكرة لحضور المباريات، كما أنها المرة الأولى التى يتم تنظيم البطولة فى إحدي الدول العربية فى سابقة نتمنى أن تتكرر مرة ومرات.

حملت تلك البطولة العديد من المفاجآت فى مستوى الفرق وفى بعض النتائج أيضا كما حملت الكثير من الجدل والنقاشات بين أخبار تناثرت عن استغلال البطولة لتعريف العالم بالإسلام الصحيح وعلى الجانب الآخر حملت بعض الجدل حول بعض الفرق والمشجعين من أنصار المثلية الجنسية أو على الأقل حق أفرادها فى القبول المجتمعى على جميع الأصعدة.

تأتى هذه البطولة فى ظروف سياسية غاية فى الصعوبة جراء ما يتعرض له العالم من أزمات اقتصادية طاحنة جراء وباء كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى العديد من الصراعات السياسية الأخرى إلا أن كرة القدم وكما هو عهدنا بها دائما أن تكون قادرة على أن تذيب وتستوعب كل تلك الاختلافات بين الدول والحكومات والأنظمة السياسية وتستطيع أيضًا أن تتخطى كل العقبات والموانع الاقتصادية فى عالم يشهد موجات مرتفعة من التضخم وعدم وضوح للرؤية للمستقبل القريب والبعيد أيضًا.

نقول دائما أن الرياضة تقوية وتنمية للأبدان وتهذيب للعقول والأرواح ونستخدم كثيرًا تعبير «الروح الرياضية» للإشارة إلى التسامح والمحبة وتخطى العقبات وتقبل الهزائم والانكسارات واستمرار الأمل فى مستقبل أفضل وهى المقولة التى فقدت معناها إلى حد كبير نتيجة ما نمر به من أحداث وأسلوب تعاملنا وتفاعلنا فيها، أتمنى أن يعود للكلمة رونقها وقوتها كما أتمنى أن نحدث طفرة أو ثورة فى أسلوب إدارة منظومة الكرة لدينا وألا نعتبر الموضوع مجرد «لعب»؛ فكرة القدم حاليًا أصبحت صناعة هامة تحتاج إلى استراتيجيات وتكتيكات وأساليب إدارة وقياس أداء وإذا كانت الدول المتقدمة فى تلك البطولة وغيرها من البطولات لا تنظر إلى الأمر بنفس الدرجة من الاستهانة فإننى أعتقد أن الأوان قد حان لنأخذ هذا الأمر-ضمن أمور أخرى كثيرة- بنوع من الاهتمام والتركيز وأن نتخلص من الاستهانة والتواكل وأن نشيع كلمة «معلش» إلى إحدي المقابر بلا رجعة.