الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يوم من عمره (4)

يوم من عمره (4)

ما هذا الإحساس البشع، أشعر بألم شديد فى منطقة الظهر لا أستطيع أن أتحمله، الألم يتسلل من الظهر إلى اليدين والرجلين، أشعر بثقل غريب لا أستطيع معه أن أتحرك بسهولة، أشعر أننى أختنق، كيف لى أن استمر فى السير بهذه الطريقة، لا بد من أن أتوقف عن السير.



ما هذه الجلبة، أصوات كثيرة تتدافع إلى أذناى، أستطيع أن أميز منها صوتين أعرفهما جيدًا، للأسف لا أستطيع أن أرى أصحاب هذين الصوتين، الوقت يمر والألم يشتد، لا أستطيع أن أكتم الألم أكثر من هذا، لا بد من الصراخ والشكوى، أصرخ بصوت مرتفع، الجميع يتوقف عن الكلام، الآن أشعر ببعض الخفة، الآن أستطيع أن أتحرك مرة أخرى، الألم أخف كثيرًا عن ذى قبل، الأصوات تعود مرة أخرى، أستطيع أن أميز صوتين أعرفهما جيدًا، أتوقف مجبرًا، الأصوات تتعالى، الآن لا أشعر بالألم مثلما كنت أشعر به منذ دقائق، أعاود السير، أتوقف مرة أخرى رغمًا عنى، الأصوات تتعالى مرة ثالثة، أستطيع أن أميز صوتين ضمن تلك الجلبة، الآن الألم أقل ما يمكن، أستطيع أن أسير بسهولة، الألم اختفى تمامًا تقريبًا.

يا إلهى، الأصوات تعود مرة أخرى وما زلت أستطيع أن أميز الصوتين اللذين أعرفهما حق المعرفة، أجبرت على التوقف، الأصوات ترتفع ثم تنخفض، الآن أشعر أننى قد ارتفعت عن الأرض وأننى أقترب من السماء، هل هذا هو الموت أم أن شخصًا ما يحملنى، يبدو أن شخصين يحملانى بالفعل، أشعر بأيديهما تلتف حول يداى ورجالى، ارتفع أكثر وأكثر إلى السماء، أشعر بنفسى أتحرك بلا أقدام، المشاهد تتغير من حولى، أتمنى أن تستمر هذه الحالة  إلى الأبد، أو على الأقل ألا أعود إلى الألم السابق مرة أخرى.

الأصوات تتعالى مرة أخرى، مازلت أميز الصوتين المعروفين، ما هذا، أنا الآن أشعر بالانخفاض مرة أخرى، لقد عدت إلى ارتفاعى الطبيعى، هذه المرة الجلبة تزداد، أستطيع أن أميز كلمة واحدة فقط من وسط كل ما يقال، «مجانين»، نعم تلك هى الكلمة التى كررها من يحيطون بى، الآن انفض الزحام، أجدنى وحيدًا تمامًا، أبدأ فى الحركة، أشعر بخفة ولا ألم على الإطلاق، لا بد من أن أعود إلى المنزل سريعًا. من مذكرات حمار جحا وابنه