الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ضبط الأسعار!

ضبط الأسعار!

شرفتُ الأسبوع قبل الماضى بأن أحل ضيفًا على الإذاعة المصرية - البرنامج العام - فى ضيافة الإذاعى القدير الأستاذ عبد الرحمن رشاد رئيس الإذاعة الأسبق والإذاعية المتميزة ميادة الفيشاوى.. الحديث كان يدور بصفة عامة عن الدعم السلعى وما تقدمه الدولة للمواطنين فى شكل «دعم سلعى» وغيره من أنظمة الدعم المختلفة والتى وصل مقدارها فوق ١٢٠ مليارًا من الجنيهات مقسمة على السلع والخبز المدعوم وألبان الأطفال ومشتقات البترول وغيرها. 



المحاوران كانا فى غاية من الحرفية والثقافة العالية وعلى دراية كاملة بملف التموين.. انتهزت الفرصة وتطرقت إلى ما يشهده الشارع المصرى من ارتفاع غير مبرر فى الأسعار وركزت على سلعة واحدة وهى «الأرز» وانطلقت وتحدثت بكل صراحة وشفافية وبحرية كاملة، ويحسب للإذاعة المصرية أنها تعطى كامل الحرية فى التعبير الحقيقى عما يتحدث عنه الناس خاصة ما يتعلق بالأسعار، الكل غنى وفقير طاله الغلاء وجشع بعض التجار.. ساعة كاملة ونحن نفتش عن الحقيقة على الهواء مباشرة.. تحدثنا بكل صراحة عن محبة هذا الوطن وقت الشدائد والمحن التى تواجه مصر حاليًا.. التضخم العالمى والركود الاقتصادى ومحنة كورونا والحرب الروسية - الأوكرانية وغيرها من الأزمات التى تضرب معظم دول العالم. 

أسعدنى أن الدولة سمعت ما دار فى الاستديو وأسعدنى أكثر أن هناك من يسمع ويستمع ويحلل ويقدم تقريرًا كاملًا أمام صانع القرار, وفرط سعادتى أن أقول كلمة الحق خوفًا على وطنى، ومن منطلق رسالتى التى أقسمت عليها منذ سنوات طويلة فى نقابة الصحفيين ومن شدة الصدق والصراحة فى البرنامج طُلب منى أن أحل ضيفًا مرة أخرى، لكن ظروفى لم تسمح رغم أنى من عشاق الراديو وأرفض الظهور فى برامج تليفزيونية من فترة ليست بالقليلة. 

المهم أن الدولة تحركت بناءً على أوامر وتوجيهات للقيادة السياسية من الرئيس عبدالفتاح السيسى.. فعُقد اجتماع رئاسى بعده اجتماع وزارى فى مجلس الوزراء وصدرت تعليمات للسيد الوزير على المصيلحى بضرورة ضبط الأسواق وضبط الأسعار وتفعيل الدور الرقابى لمفتشى التموين على مستوى الجمهورية وتعدى الأمر إلى شن حملات تفتيشية ورقابية من وزارة الداخلية كل ذلك حدث خلال ٤٨ساعة وفى نهاية الأسبوع يوم الأربعاء فى اجتماع مجلس الوزراء صدر بيان كامل بخصوص ضبط الأسعار وتحديدًا سعر الأرز، وفى اجتماع الأسبوع الماضى لمجلس الوزراء أعطت الدولة مهلة لمدة أسبوعين لكى يوفق جميع التجار وأصحاب محال البقالة الكبرى أوضاعهم ووضع سعر للسلع بصورة بارزة أمام المواطنين.. وتدخلت الدولة واعتقد أن هذه المرة الحكومة عازمة على ضبط أسعار السلع الاستراتيجية وبيعها بقيمة حقيقية بسعرها الأصلى قبل موجة الغلاء الأخيرة. 

وبالفعل أصدرت وزارة التموين والتجارة الداخلية تعليمات لجميع مديريات التموين بالمحافظات المختلفة بإلزام حائزى سلعة الأرز الشعير والأرز الأبيض من «مزارعين ‏وتجار ومضارب وغيرهم»، من خلال إخطار ‏المديريات المختصة ببيانات الأرز المخزنة لديهم طبقًا ‏لهذا الإخطار فى مدة تنتهى بالأمس، حيث يتضمن الإخطار بيانات اسم صاحب المخزن أو المضرب أو الشركة أو المزارع وكمية الأرز المخزنة لديه سواء كان أرز شعير أو أرز أبيض، أو الأرز السائب أو المعبأ، وأن يقر الشخص بأن كافة البيانات المدونة بنموذج الإخطار صحيحة والتعهد بتحديثها عند التغيير فى كميات الأرز، كما يتضمن الإخطار الغرض من التخزين ‏والكميات المخزنة ونوعيته، سواء كان رفيع الحبة أو عريض ‏الحبة، بالإضافة إلى بيان بالكميات المعبأة منه والمعدة ‏للتداول والبيع للمستهلك والإفصاح عن أى تعاقدات أو ‏اتفاقات تخص الكمية المخزنة طبقًا للنموذج المعد لذلك، ثم بعد ذلك تسليم الإخطار لمكاتب التموين. 

وتم السماح للمضارب بحرية تدبير وتداول وتخزين الأرز الشعير داخل مضاربهم أو المخازن التابعة لهم، ونقل الأرز الأبيض داخل وخارج المحافظات.. كل هذه القرارات جيدة جدًا ولو طبقت على أرض الواقع سنقضى بإذن الله على كثير من الجشع والمكاسب الحرام والمضاربات بين التجار الكبار والصغار.. الوضع العام يحتاج من الجميع وقفة لصالح الوطن والمواطن وأن تضرب الدولة بيد من حديد على كل من يريد تكدير الصفو العام للمجتمع.. تحيا مصر.