الثلاثاء 3 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كـدب الإبـل

كـدب الإبـل

كداب كدب الإبل، مقولة مصرية صميمة نستخدمها فى وصل الشخص الكاذب كذبا بينا وصريحا ومكشوفا، ويعود أصل تلك المقولة إلى طبيعة  الإبل فى اجترار الطعام المخزن مما قد يعطى إيحاء إلى الناظر إليها أن هذا المكان به عشب فيبدأوا فى البحث عنه وعن مصدر الماء المقترن به غالبا.



والعجيب أن المقولة مصرية وليست عربية على اعتبار أن العرب هم الأكثر استخداما للإبل فى الحركة والانتقال ولكن على أية حال ليس هذا هو موضوع المقال، فالحديث هنا عن الكذب بأنواعه المختلفة وبغض النظر عن ضعف الحديث النبوى الشريف الذى يشير إلى أن المؤمن قد يسرق وقد يزنى ولكن لا يكذب، فإن الكذب آفة مذمومة لاشك، وهو الآفة التى غالبا ما يستعملها الشيطان فى الوسوسة إلى الإنسان بأمور غير حقيقية بدأها بالكذب على سيدنا آدم عندما نهاه الله وحواء عن الاقتراب من شجرة معينة فما كان من الشيطان إلا أن كذب بوسوسة أو وسوس بكذب مدعيا أن سبب النهى إما أن يكونا ملكين أو يكونا من الخالدين.

من الأساليب التى يزينها الشيطان أيضا هو ادعاء مبررات للكذب فى مواضع معينة معتبرا أنه هو الطريق الوحيد للنجاة، أو لكى يحاول الإنسان أن يتعايش فى محيط يغمره الكذب أو أن يحاول الإيحاء بما ليس عنده ولا يملكه وهى محاولات يضعها الشيطان فى خانة التجميل مثلما أتى عنوان رواية الأديب الكبير إحسان عبدالقدوس «أنا لا أكذب ولكننى أتجمل».

أما بعد أن ابتلينا بشبكات التواصل الاجتماعى والتى تسمح لكل مستخدم من عمل بروفايل خاص به يضع عليه ما يشاء، فإن الكذب قد تطور كثيرا وأصبح موثقا فالأمر تعدى مجرد بضع كلمات كما كان فى السابق وتحول إلى كذب مكتوب ومسموع ومرئى، بين من يدعى العلم وهو من الجهال، أو من يدعى الأمانة وهو خائن أو من يدعى الثراء وهو فى فقر مدقع وغيرها الكثير من الحالات.

وخلال رحلتى فى كل من العالم الافتراضى والعالم الطبيعى أستطيع أن أقول إننى وجدت الغالبية من الإبل والقليل من الصادقين الذين يتسق ما يكتبون مع حقيقتهم بالفعل وهى نتيجة تضاف إلى باقى النتائج والاستنتاجات التى تنبهنا وتحذرنا من خطورة ذلك العالم الرقمى وتحثنا لضرورة الثورة عليه والعودة إلى العالم الطبيعى وإلى المزيد من الصدق أيضا.