قائمة المخاطر السيبرانية
عنوان هذا المقال يوحى بأن المخاطر المرتبطة بالهجمات السيبرانية قد تشتمل على بعض المؤسسات أو الأفراد دون غيرهم، والحقيقة أن هذا المصطلح غير دقيق وغير واقعى، ببساطة لأن أى نظام معلوماتى الكترونى قد يتعرض لتلك المخاطر سواء أكان متصلًا بشبكة الإنترنت أو غير متصل، بل إن الأنظمة المعزولة تمامًا أى غير المتصلة بأى شبكات على الإطلاق لا تزال معرضة لتلك المخاطر بصورة أو بأخرى.
هذا على المستوى الفنى أما على مستوى الأهمية فالأمر يختلف، فلا يمكن أن نقارن نظامًا إلكترونيًا خاصًا بأحد البنوك بنظام إلكترونى آخر يحتوى على ملفات موسيقية مثلًا، ولذلك فإن أكثر المجالات عرضة للاختراق تلك المرتبطة بمصالح أكبر عدد ممكن من المستخدمين والتى يؤدى تعطيلها أو مسح أو تعديل أو تخريب أو تسريب بياناتها إلى خسائر مادية أو معنوية للمؤسسة وللمتعاملين معها.
فأنظمة البنى التحتية للدول الخاصة بشبكات توليد، نقل الكهرباء أو الغاز أو الوقود أو المياه وصولًا إلى المحطات النووية هى الأكثر أهمية تليها الأنظمة المالية والصحية والخدمية والتعليمية وصولًا إلى الأنظمة أو الأجهزة الشخصية من حواسب آلية وهواتف ذكية وهى التى أيضًا تخضع لاعتبارات أهمية الشخص المالك لتلك الأجهزة وأهمية الملفات التى يتداولها أو يصدرها أو يحوز عليها.
من الأمور المهمة أيضًا الانتباه إلى التوقيت المتوقع لحدوث مثل تلك الهجمات، حيث تكون مرتبطة أحيانًا بالصراعات السياسية بين الدول أو المنافسة بين المؤسسات الخاصة على الاستحواذ على نصيب أكبر من السوق كما قد ترتبط تلك التوقيتات أحيانًا بالإجازات الرسمية وخاصة كلما كانت تلك الإجازات مرتبطة بمناسبات عالمية مثل تلك المرتبطة بإجازات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية.
وبمناسبة تلك المناسبات نجد العديد من التحذيرات التى انطلقت خلال الفترة السابقة من العديد من المؤسسات الخاصة بحماية وتأمين الشبكات والأنظمة والتى تحذر من هجمات سيبرانية متوقعة ومكثفة قد تحدث أثناء فترة إجازات أعياد الميلاد ورأس السنة مما يتطلب الانتباه والتركيز وعدم التراخى فى الاستعداد خلال تلك الفترات، وذلك من خلال مراجعة الإجراءات والأدوات المستخدمة وضرورة تواجد فرق فنية للمراقبة والتعامل الفورى مع تلك الهجمات حال حدوثها.
