الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شوف بقينا فين

شوف بقينا فين

منذ فترة ليست بالقصيرة وأنا مشغول بالفرق الشاسع بين مستوى الفن فى الماضى وبين ما آل إليه الوضع حاليًا، وتتجدد تلك الشجون كلما شاهدت عملًا فنيًا قديمًا فأعود مرة أخرى إلى مقارنته بما نسميه الآن فنًا.



بالطبع الفنون متنوعة وكثيرة وعند التركيز فى فن الغناء بما كان يتميز به من حسن انتقاء للكلمات وعذوبة الصوت وروعة الألحان ومهارة العازفين وتقسيم ذلك الفن إلى عاطفى ووطنى وشعبى ومونولوجات أو التقسيمات الأقدم كالطقطوقة وغيرها وبين عصرنا الحالى الذى تحولت كل تلك التقسيمات إلى تعبير واحد مسطح ـ أغنية ـ بغض النظر عن الاعتبارات السابق الإشارة إليها، وفى رحلة المقارنة وجدتنى أقارن بين أصعب أنواع الغناء وهو غناء القصائد باللغة العربية وبين الأعمال المبتذلة التافهة مثل «انتش واجرى» فلم أجد أن تعبير «المقارنة» هو الأنسب بل وجدت أن وضع رائعة مثل الأطلال لكوكب الشرق السيدة أم كلثوم وشعر إبراهيم ناجى فى أى مقارنة هو نوع من السفه أو الاستعراض.

وبمناسبة الأطلال استوقفنى المقطع القائل «يَاحَبِيْبى كُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءْ ** مَا بِأَيْدينَا خُلِقْنَا تُعَسَاءْ».

كان ذلك أثناء تصفح شبكات التواصل الاجتماعى وما بها من عبث جعلنى أسأل السؤال العكسى هل بالفعل ما بأيدينا خلقنا تعساء ووجدت أن الإجابة تختلف من شخص لآخر ومن موقف لآخر ولكن حتمًا وجدت أن الإغراق فى استخدام تلك الشبكات يجعلنا بالفعل تعساء حتى مع تلك المقاطع الساخرة التى تنتقد أو تستخدم الأخبار الحقيقية أو المغلوطة كمادة لها والمعروفة بالميمز أو الكوميكس وأجدنى أدعو أطباء الأمراض النفسية والعصبية لدراستها ودراسة ذهنية مطلقها وتأثيرها على المتلقى بالرغم مما تطلقه داخله من ضحكات هستيرية فى أحوال كثيرة.