هذا المقال مختلف
هذا المقال مختلف عن باقى المقالات التى كتبتها أو بدأت فى كتابتها منذ أكثر من خمس سنوات الاختلاف لا يأتى فى المضمون ففى كل يوم أحاول أن أكتب جديدا فى مجال التكنولوجيا والتحول الرقمى وأمن المعلومات أو فى أمور الإدارة أو فى الأمور العامة التى تهم الجميع أو هكذا أعتقد.
ولكن اختلاف هذا المقال هو فى أسلوب كتابته فأسلوب كتابة المقالات فى السابق كان باستخدام الورقة والقلم ثم تطور الأمر إلى استخدام الحاسب الآلى من خلال برامج معالجة الكلمات أو التى تعرف word processing applications أما هذا المقال فإنه مكتوب بطريقة أخرى طريقة جديدة طريقة مختلفة طريقة سهلة وهى عبارة عن أننى قد أمسكت بالهاتف المحمول وفتحت أحد تلك البرامج ثم بدأت فى الحديث بصوت مرتفع إلى الهاتف ويقوم الهاتف بكتابة كل ما أقوله فورا وبدقة عالية سواء باللغة العربية أو باللغة الإنجليزية.
هذه الخاصية تسمى باللغة الإنجليزية speech to text أى تحويل الكلمات المسموعة أو المنطوقة إلى كلمات مكتوبة يتم ذلك من خلال قاعدة بيانات كبيرة باللغات المختلفة مخزنة على أحد الخوادم الموجودة والمتاحة على شبكة الإنترنت حيث يتم تحديد الأصوات وتحويلها إلى كلمات بالطبع دقة التعرف على الأصوات تختلف من لغة إلى أخرى ربما تكون أكثرها دقة هى اللغة الإنجليزية ولكن على الرغم من ذلك فإن اللغة العربية قد طورت كثيرا خلال السنوات القليلة الماضية كما حدث تطور كبير فى سرعة الحديث ففى بداية هذه التقنية كان لزاما على المتحدث أن يتكلم بنبرة واضحة وببطء تاركا مسافة زمنية كبيرة بين كل كلمة وأخرى أما الآن فإنك تستطيع عزيزى القارئ أن تتحدث بأكثر أو بأقصى سرعة تستطيع أن تتحدث بها وللعجب ستجد الحاسب أو التليفون المحمول يقوم بالكتابة بنفس الدقة مهما كانت سرعتك فى الحديث.
ليست تلك هى التقنية الوحيدة الحديثة يوجد تقنيات أخرى تقوم بترجمة كل ما تقع عليه عدسة الكاميرا الخاصة بتليفونك المحمول إلى أى لغة من اللغات التى ترغب فى الترجمة إليها كما توجد تطبيقات أخرى تقوم بترجمة الصوت إلى صوت بلغتك التى تفهمها وعلية فإنه يمكن لأى فرض أن يذهب إلى أى دولة لا يعرف لغتها ويستطيع بسهولة ويسر أن يقرأ كل ما هو مكتوب على لافتات المحال أو يتحدث إلى أى مواطن يسير فى الشارع بدون أن يضطر إلى أن يتعلم تلك اللغة على الإطلاق.
هذه التقنيات يراها جيلى والأجيال السابقة ضربا من السحر أو الخيال ولكن ليس الأمر كذلك بالنسبة للأجيال الجديدة أتحدث عن جيل زد وما بعده من أجيال أحدث وهنا أرى أنه يكون نوع من التواضع وضيق الأفق أن نتصور أن الأمر سيتوقف عند هذا الحد فالمستقبل يحمل لنا الكثير والكثير من الأعاجيب والابتكارات.