اختراق تويتر ثانى وثالث
انتشرت الأنباء منذ فجر أمس عن حدوث اختراق لعدد 400 مليون حساب من حسابات تويتر وذلك من إجمالى 1.3 مليار حساب، أى ما يشكل نحو 30% من هذا الإجمالى، الأنباء غير مؤكدة بالطبع فالبعض يراها مجرد ادعاءات من قبل أحد المخترقين على الرغم من أنه قد قام بنشر بيانات ألف حساب من هذه الحسابات كعينة وكإثبات لقدرته وما يوجد لديه بالفعل.
البيانات المسربة تشمل البريد الالكترونى ورقم الهاتف واسم المستخدم والتى تخص شركات ومؤسسات خاصة وحكومية وعددا كبيرا من الشخصيات المهمة والشهيرة منها على سبيل المثال الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، والعجيب أن البيان الصادر يشمل أيضا عرضا مقدما لإيلون ماسك مالك شركة تويتر أيضا، أى أن المخترق يعرض بيع تلك البيانات للشركة المخترقة أيضا مشيرا إلى أن قيامها بعملية الشراء قد يجنبها دفع غرامة قد تصل إلى 276 مليون دولار بالقياس على الغرامة التى دفعتها شركة ميتا المالكة لتطبيق فيس بوك على إثر اختراق تسبب فى تسريب بيانات 533 مليون مستخدم العام الماضى وذلك بناء على ما أقره قانون حماية البيانات الشخصية الصادر عن الاتحاد الأوروبى فى 2018 GDPR.
ولأن الشىء بالشىء يذكر فإن هذا الخبر قد أعاد فتح ملف سابق لتسريب بيانات 5.4 مليون مستخدم لتويتر أيضا تم خلال شهر أغسطس الماضى والذى يبدو أنه لم يحدث فيه أى إجراء على الاطلاق.
البيانات المسربة لا تسمح باختراق الحساب والدخول على الرسائل الموجودة بداخله أو عمل تغريدات جديدة ولكن ليس هذا هو الانتهاك الوحيد الذى يمكن أن يطلق عليه اختراق، فتسريب تلك البيانات التى ربما يعتقد المستخدم أنها بيانات عامة ـ عنوان البريد الالكترونى ورقم الهاتف ـ إلا أن وجود بيانات 400 مليون شخص ـ أى نحو 5% من إجمالى سكان الكرة الأرضية- فى مكان واحد يسمح بتحليلها تحليلا عميقا للخروج بعدد من المؤشرات والاتجاهات المختلفة كما أنه يمكن أن يتم بيع تلك البيانات إلى شركات التسويق والإعلان لتستخدمها فى حملاتها المختلفة، والحقيقة أن هذه الأساليب هى إحدى أهم سمات علوم تحليل البيانات، كما أنه على المستوى الشخصى أيضا تخيل عزيزى القارئ أن رقم الهاتف الخاص بك قد وقع فى أيدى بعض وكالات الدعاية والإعلان المزعجة التى من الممكن أن تحيل حياتك إلى جحيم لن تجد حلا للخلاص منه إلا أن تقوم بتغيير هذا الرقم تماما.
