فى جناح السعودية: نقش عسير وبشت يدوى وحقيبة لاب توب من نول الصوف
تتنوع معروضات جناح المملكة العربية السعودية، لتعكس الحرف والفنون التراثية والثقافية التى تتميز بها المناطق المختلفة بالمملكة، بين المباخر والتمور واللوحات الفنية والعباءات الرجالية «البشوت» المطرزة يدويًا، ومنتجات النول الصوف اليدوى من بيوت الشعر وتجلياتها العصرية من حقائب النساء وحقائب اللاب توب والجوال والأساور، التى تحمل بصمة الأجداد وحب العمل اليدوى، وتشجيع الجهات التنموية للشغوفين بالفن الأصيل.
فى مقدمة الجناح تنهمك الفنانة التشكيلية السعودية الشابة، فاطمة مبارك آل الصالح، فى الرسم بالألوان على لوحات فنية أو قطع تذكارية من المباخر وفناجين القهوة والماجات، بنقوش تراثية مميزة تدعى «القط العسيرى» أو نقوش منطقة عسير الجنوبية، التى ترتفع جبالها عن سطح الأرض حتى لترى السحب فى الأسفل منك وليس فى الأعلى، وكأنها البحر.
تشارك فاطمة عن طريق بنك التنمية الاجتماعية بالسعودية، الذى يدعم مشروعها، لإحياء فن القط العسيرى، المسجل بمنظمة اليونسكو كموروث ثقافى غير مرئي، وهو عبارة نقوش كانت ترسمها النساء فى عسير على جدران المنازل من الداخل، لتزيين المنازل بألوان طبيعية من البرسيم الأخضر والورد الأقحوانى المخملى الأحمر، والكركم الأصفر والحجر الأبيض، وتخلط الألوان بالصمغ العربي، ليبدأن النقش بها.
موتيفات أو مفردات القط أو النقش العسيرى، متعددة مثل الريشة أو السنبلة والبنات أو المثلثات، والختام، والتقطيع العمرى أو الخطوط الطولية، وترسم بطريقة وقواعد معينة، حفظتها النساء جيلا بعد جيل، والآن ينقلها مشروع «تهلل» - نسبة إلى أعلى قمة فى جبال عسير، لتزيين قطع تذكارية مثل مبخر أوفنجان القهوة العربية أو لوحات صغيرة للمكتب أو معلقات، وتلون بألوان زيتية أكلريك أو دهان أو الألوان الطبيعية على غرار التلوين القديم.» مشروعنا سياحى ثقافى، ينقل الهوية الثقافية السعودية للسائح والزائر ليقتنيها، مشروع مدعوم من بنك التنمية الاجتماعية، يعمل فيه سيدات وشباب، ويعمل معى نحو 20 حرفيا وحرفية، وقد سبقتنى لعمل مشروعات مشابهة فنانات أخريات، لتلبية احتياجات منطقتنا السياحية والمخطط لها أن تكون وجهة عالمية.
«خيوط ذهبية بغزة البشت على أساور وجراب موبايل»
وفى جناح المملكة أيضا يجلس الفنان سلمان الحمد، يطرز بيديه عباءة رجالية «بشت»، ناقلا ثقافة وحرفة المنطقة الشرقية بالسعودية المشهورة بتطريز البشوت، التى تنتشر فى جميع أنحاء المملكة وأيضا يقتنيها الرجال فى كل دول الخليج، ويأتون خصيصا لشرائها من منطقة الأحساء.
يمسك سلمان بخيوط الفضة المطلية بالذهب، يطرز بها عباءة من قماش الصوف الخفيف المستورد من اليابان، «تطريز البشت يمر بعدة مراحل، من خلال 5 غرز شهيرة، هى «تركيب، هيلة ملكية، على شكل مثلث، بروج، مكسر، تركيب فوقي»ـ كل غرزة يتخصص فيها رجل، ويجلس كل واحد منهم بجانب الآخر، فيما يشبه خط الإنتاج، فى المشاغل المنتشرة بحارات عسير التى مازالت موجودة حتى الآن، رغم غزو الماكينات لهذه الصناعة».
