الأحد 25 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فى محبة المسلمين والأقباط

فى محبة المسلمين والأقباط

يهل علينا عام جديد نسأل الله العلى العظيم أن ينعم علينا فيه بالستر والرضا والمحبة، وأن يحفظ هذا الوطن الذى يعيش فينا قبل أن نعيش فيه.. من أروع ما سمعت عن قصص المحبة الواقعية بين المسلمين والأقباط فى هذا الوطن، حكايات المحبة المنتشرة فى كثير من القرى فى الريف المصرى من هذه القصص ما يرويه أحد المحبين لضريح واحدة من الصالحين فى منطقة «منشأة القناطر» والذى يحكى أن سيدة قبطية جاءت لزيارة ضريح إحدى الصالحات فى المنطقة وطلبت التبرع لبناء مسجد جديد باسم صاحبة المقام وقالت: إن هذه الصالحة جاءتها فى المنام وطلبت منها بناء مسجد جديد باسمها بدلًا من المسجد القديم، وبالفعل تبرعت السيدة القبطية بمبلغ يقترب من المليون جنيه لبناء المسجد الجديد، هناك الكثير من القصص والروايات التى تؤكد على النسيج الواحد لهذه الأمة والتاريخ يقول إن المصريين على مر العصور نسيج واحد يقف دائمًا فى وجه المتشددين.



كنت كتبت منذ عدة سنوات عن حكاية الأستاذ عبد الله دويدار هذا الرجل المثقف الذى تولى مركزًا مرموقًا فى الهيئة العامة للاستعلامات، والذى حكى لى قصة رائعة مر عليها أكثر من 30 عامًا، عندما ترك قريته فى المنوفية وذهب إلى القاهرة ليلتحق بكلية التجارة بجامعة الأزهر الشريف.. فيقول: بعد ما حصلت على الثانوية الأزهرية كنت على موعد مع دخول جامعة الأزهر، وكانت فى مكانها القديم بجوار الجامع الأزهر بالدراسة، وبطبيعة الحال كأى طالب قادم من الريف يبحث عن سكن يقيم فيه.. فقابلت زميلًا قديمًا من القرية وكان هو وأسرته يسكنون فى حجرة بشبرا ، وبعد الترحيب والسلامات سألنى عن سكنى بعدما عرف أننى بالجامعة، فقلت له أبحث عن سكن وبكرم أهل الريف استضافنى عندهم وكانوا يقيمون فى غرفة صغيرة فاستحييت أن أقيم معهم لأن المكان ضيق ولا يسعنا جميعًا رغم أنهم أقسموا على ألا أتركهم، وكنت أسافر يوميًا من القاهرة إلى البلدة.. ثم بدأت الحكاية الأجمل التى يجب أن يعرفها المغرر بهم أصحاب التفرقة والفتن، أن الأصل فى الحكاية الأصول والكرم والمحبة بغض النظر عن دينك فالدين لله وهو من يحاسب عليه.. كان لزميلى القاهرى أحمد صاحب مسيحى اسمه صبحى شملول سعد يسكن بالقرب منهم ونظرًا لضيق حجرة أحمد كان يذهب ليذاكر مع صبحى فى شقتهم فأخذنى معه ليعرفنى على صبحى، وقابلتنى أم صبحى بابتسامة وترحاب شديدين وهى لم تعرفنى ولم تسأل أحمد عنى، فلما جلسنا وجاءت بالطعام.. قال لها أحمد: إننى قريب له من البلد وفى الجامعة وأبحث عن سكن فردت أم صبحى: السكن موجود ففرحت، وقلت لها: أريد أن أتفرج عليه فقالت لا تتعجل سوف تنام عندنا الليلة وفى الصباح سوف تراه وللحظة شعرت بالخوف لأنهم أسرة مسيحية ثم تراجعت عن خوفى بعدما كنت أسمع من أبى رحمه الله وكان شيخًا وعالمًا فى الأزهر محبة الأخوة الأقباط له فى القرية والقرى المجاورة وحلفتنى بالله أن أنام عندهم هذه الليلة وفى أثناء الحوار دخل علينا أبوصبحى عمى شملول ورحب بى ونمت وفى الصباح سألتها قبل أن أتوجه إلى الكلية أين السكن؟ قالت سكنك هو الذى نمت فيه بالأمس فصدمت من شدة الجواب وقبل أن أتكلم بكلمة واحدة أقسمت على بالله ثم أقسمت بالإنجيل ألا أتكلم فى هذا الأمر وأحضرت شنطتى وكتبى بعد ذلك.. وقالت لى أم صبحى: من اليوم أنت أخو صبحى وحلمى وعماد ومنال ومريم وشعرت بالأمان وأصبح بيت أم صبحى بيتى.. كنت دائمًا أناديها بخالتى قضيت فى هذا البيت أجمل سنوات عمرى أتعب أجدها بجانبى كانت تعاملنى كأحد أبنائها وكانت تأمرنى بالصلاة فى المسجد إذا ما كنت أتكاسل فى بعض الأحيان.. تخرجت وسافرت إلى عدة دول وتزوجت وكبر أبنائى وأصبحت جدًا ومازلت على المحبة لوالدتى الثانية خالتى أم صبحى، كل عام وإخوانى الأقباط الذين تربيت فى بيتهم 4 سنوات بخير وصحة وسعادة.. الدين لله والوطن للجميع. تحيا مصر..