كيفما فكرت.. فكر العكس

فى عام 2006 صدر كتاب بعنوان «كيفما فكرت فكر العكس» Whatever You Think Think the Opposite للمؤلف بول أردين الإنجليزى الجنسية وصاحب عدد من الكتب المهمة فى مجالى التحفيز والإعلان، حيث تدور فكرة الكتابة ببساطة عن أنه أحيانا نجد أن بعض الأفكار الغريبة والقرارات الخاطئة اللا عقلانية التى نستبعد تنفيذها هى الأفضل على الإطلاق، بالطبع الأمر لن يصل إلى حد السفه والجنون ولكن الفكرة الأساسية تشير إلى أن بعض من تلك الأفكار التى تبدو خاطئة هى الأفضل على  الإطلاق.

يوضح الكاتب وجهة نظره من خلال واقعة شهيرة قام بها ديك فوسبيرى وهو أحد أبطال العالم فى لعبة القفز العالى، حيث فوجئ به الجميع فى بطولة الألعاب الأوليمبية التى عقدت فى المكسيك عام 1968و هو يقوم بوضع العارضة على ارتفاع 2.24 متر وهو ارتفاع أكبر بكثير من الرقم القياسى المسجل من قبل والذى بلغ 1.72 متر وبدلًا من أن يقفز بوجهه و ينحنى بصدره فى اتجاه العارضة، أولاها ظهره وقفز وحقق هذا الرقم القياسى الجديد، بالطبع ما قام به اللاعب جعل الحكام فى حيرة من أمرهم، فأمامهم رقم قياسى جديد ولكن تم تنفيذه بطريقة جديدة غير معتادة ما دفع البعض إلى مراجعة قواعد اللعبة محاولين إيجاد بند يوضح أسلوب القفز حيث تمنى بعضهم أن يكون القفز بالصدر إجباريا فيما تمنى البعض الآخر ألا يكون الأمر كذلك وبالفعل لم تكن القواعد تتحدث عن أسلوب القفز أو اتجاهه على الإطلاق فلم تكن تلك العملية موضحة فى القواعد إلا بكلمة واحدة فقط وهى «القفز».

ومنذ ذلك الحين تحول جميع اللاعبين إلى القفز بذات الطريقة التى سميت باسمه بعد ذلك وهنا يقول الكاتب إن اللاعب فوسبيرى قد قفز أعلى من أى رجل سبقه لأنه ببساطة فكر بأسلوب معاكس لكل من سبقه أيضًا، ليس هذا فحسب فربما فكر البعض فى ذلك دون تحويل الفكرة إلى فعل ولكن فوسبيرى فعلها.

من الأمثلة الأخرى ما أقدم عليه أحد المصورين والذى أراد أن يلتقط صورة لا تنسى لزهرة، فبدلًا من أن يختار زهرة نضرة جميلة ويضعها فى إناء مميز أو يسلط عليها أضواء مبهرة قام بتصوير زهرة ذابلة ولذلك عاشت تلك الصورة ومازال يتذكرها الكثيرون، ببساطة لأن تفكيره أوصله إلى أن الجميع يتفنن فى تصوير زهور نضرة ملونة، فماذا عن صورة لزهرة ميتة؟ الكتاب ممتع ويحتوى على الكثير من الأفكار والأفعال خارج الصندوق، أو بمعنى آخر، عكس التفكير المعتاد.