الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
همام فى كل مكان

همام فى كل مكان

مساء اليوم وأثناء التجول بين القنوات التليفزيونية، توقفت أمام قناة تعرض الفيلم الكوميدى «همام فى امستردام» وعلى الرغم من مرور كل تلك السنوات منذ العرض الأول فى عام 1999، إلا أن هذا العمل مازال قادرًا على رسم الابتسامة.



توقفت عند ماطرحه الفيلم من سفر الشباب إلى الخارج وخاصة إلى الغرب وما أوضحه من إمكانية النجاح الكبير فى مجتمع الأعمال على الرغم من أن تلك الأعمال ليست بالتعقيد الذى قد يتصوره البعض، ثم عدت بالذاكرة إلى الأفلام القديمة والتى يكون فيها البطل فقيرًا ثم تأتيه فرصة تحوله إلى شخص ثرى فى المشهد التالى مباشرة بدون الدخول فى تفاصيل كيف عانى و كيف كافح للوصول إلى هذا النجاح، رأينا هذا كثيرًا فى أفلام العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ والضاحك عبد السلام النابلسى و فى أفلام أخرى عديدة.

وللمفارقة أتتنى مكالمة طويلة من صديق عزيز تطرقنا فيها إلى موضوعات عدة كان منها الحديث عن بعض من سلاسل المطاعم الشهيرة فى القاهرة والإسكندرية وكيف كانت البداية شديدة التواضع تذكرت أيضا عددًا من قصص النجاح فى مجالات أخرى منها بعض الأعمال اليدوية والتجارية وغيرهما الكثير و كيف أن البداية لا يمكن مقارنتها بالمستوى والحجم الذى وصل إليه أصحابها بعد مرور عدد من السنوات ليست بالكثيرة.

هذه النماذج ليست من الماضى وليست استثناءً، ففى أحلك الظروف وأصعبها نجد الكثير من أصحاب قصص النجاح مثلما نجد الكثير من قصص الإخفاق أيضا ولكن تكمن الاشكالية فى أننا دائمًا ما نسلط الضوء على الفشل ولا نتحدث عن قصص النجاح بنفس القدر وتقوم الدراما أيضا-عن غير قصد- بالتركيز على نماذج النجاح فى الخارج فقط مما يعطى ويرسخ فكرة أن النجاح ليس مرادفًا للمحلية بل يجب أن يشد الشاب الرحال إلى الغرب ليحققه.

والحقيقة أن هذه الفكرة تحتاج إلى مراجعة والأسلوب يحتاج إلى تعديل متوازن وعادل وموضوعى لكى نعطى بارقة أمل للشباب ولنؤكد لهم أن همام ليس فى امستردام أو لندن أو نيويورك فقط، بل إن همام موجود فى كل مكان.