البحث بالصورة والصوت
تطورت محركات البحث Search Engines كثيرًا عن البدايات المتواضعة لها، ومحركات البحث ببساطة يمكن تعريفها بأنها برامج متخصصة تسمح للباحث على شبكة الإنترنت من تغذيتها بكلمات بحث بسيطة Search Words حيث تقوم تلك المحركات بالبحث فى مواقع الإنترنت وتقوم باستعراض الصفحات التى تحتوى على كلمات البحث تلك مرتبة طبقًا لدرجة التطابق، ومن الجدير بالذكر أن أول محرك بحث ظهر عام 1989 باسم «ارشى» Archie ولا أعتقد أن أحدًا من الأجيال الحالية قد سمع به على الإطلاق ولكن فى حينه كنا نعتبره حدثًا كبيرًا وأداة سحرية للمعاونة فى الوصول إلى المعلومات بسهولة ويسر. تطور الأمر بعد ذلك كثيرًا ولا مجال هنا لاستعراض أسماء محركات البحث فى الرحلة الطويلة والتى انتهت بسيطرة محرك البحث الشهير Google على شبكة الإنترنت بصورة شبه كاملة جعلت باقى محركات البحث تندمج معه أو تتوارى وتختفى إلى الأبد.
استمر أسلوب البحث يتم من خلال الكلمات الدالة-المفتاحية- ثم تطور الأمر إلى البحث بعبارات كاملة يتم كتابتها بقواعد وأسلوب معين وصولًا إلى البحث الحر Free Search التام والذى لا يختلف كثيرًا فى أسلوبه عن الأسلوب الذى تتحدث به إلى أحد المارة ليرشدك إلى عنوان تود الذهاب إليه ولا تعرف كيف تذهب ولا أين يقع.
استمر محرك البحث فى التطور فأصبح يسمح بالبحث فى الصور الثابتة Still Images، ومع انتشار الهواتف الذكية تحول الأمر إلى بحث صوتى يمكن الباحث من التحدث إلى هاتفه الذكى أو حاسبه الآلى ليعبر له كيفما شاء عن الموضوع الذى يرغب فى البحث عنه وانتشرت تطبيقات عدة للقيام بهذا الأمر وذلك لجميع أنواع أنظمة التشغيل للأجهزة المختلفة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصل الأمر إلى البحث فى الأغانى والقطع الموسيقية من خلال تغذية البرنامج بجزء منها كأن تكون متواجدًا بمكان وتعجبك قطعة موسيقية وترغب فى الحصول على معلومات عنها فما يكون عليك إلا أن تقوم بفتح المايكروفون الموجود بالهاتف الذكى ولن تمر ثوان الا وتجد نتيجة البحث عن تلك القطع متاحًا أمامك بالتفصيل، ليس هذا فحسب بل وصل الأمر إلى وجود برامج تمكن المستخدم الذى لا يتذكر أيًا من كلمات الأغنية على الإطلاق أن يقوم بالهمهمة بلحن الأغنية أو جزء من المقطوعة الموسيقية ثم يجد نتيجة البحث بالأغنية الأصلية بالإضافة إلى معلومات عنها أيضا.
أما عن التطور الأخير والذى أطلقته إحدى شركات الذكاء الاصطناعى OpenAi والذى يدعى ChatGPT والذى يسمح بالحديث والحوار والبحث فى هذا المحرك الذى يعمل من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعى ويقوم باستخراج النتائج وعرضها كما يمكن له أن يدلى برأيه فى أى من الأمور المهمة أوالتافهة أو يقوم بكتابة مقال أو عزف قطعة موسيقية جديدة قام بتلحينها بناء على ما تتم تغذيته من معلومات وتوجيهات وهو ما يعتبره المتخصصون ثورة جديدة فى عالم الإنترنت والذكاء الاصطناعى والبحث بل اتخاذ القرار أيضا.
