المبادرات الإنسانية لمصر والمصريين

نعيش فى هذه الحياة ساعات من اليسر، وأخرى من العسر، وكلما اشتدت الصعاب على الناس يهرعون إلى الله خالقهم سبحانه لا ينسى أحدًا من خلقه.. ومهما واجهنا فى مصر من صعوبات فى العيش على مدار سنوات طويلة تنقشع الغمم ويحل الخير على أهل هذا البلد الطيب، الذى دعت له السيدة زينب - رضى الله عنها - فقالت: «يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا»، ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين، نال أهل مصر شرف دعاء السيدة زينب بنت الإمام على - رضى الله عنهما -. وبهذا الدعاء وببركة الصالحين فى هذا الوطن سنخرج بإذن الله من كل المحن.

ما يدعو للفرح أن المجتمع ما زال بخير، تلك الدعوات والمبادرات الإنسانية المنتشرة فى الكثير من المحافظات وفى القاهرة.. الأسبوع الماضى كنت أسير فى شارع رمسيس شاهدت صفًا كبيرًا من الناس على الرصيف، يجلسون أمام  بعض المحلات ويقدم لهم بعض التجار وجبة غذاء مكونة من الأرز والخضار وقطعة من الفراخ أو اللحم.. كل الطوائف بلا استثناء يطلبون الوجبة، فيحصلون عليها مباشرة، وهذا إن دل على شىء إنما يدل على أن الخير موجود فى مصر مهما كانت الظروف.. الخير وإطعام الطعام للناس غنيًا كان أو فقيرًا يعود على صاحبه بالخير والسعادة والستر فى ماله وولده وبيته.

وانتشرت فى بعض القرى بالريف المصرى مبادرات إنسانية أخرى، وكلها دعوات للتكافل والتراحم فيما بيننا خاصة أن المصريين من الشعوب المحبة للخير، وهم متفردون فى ذلك من قرون طويلة.. الفترة الحالية تحتاج من الجميع التراحم والتعاطف والوقوف جنبًا إلى جنب لمواجهة التحديات الاقتصادية التى تجتاح العالم كله.. نقف إلى جانب الدولة وإلى جانب القيادة السياسية التى لم تتأخر لحظة واحدة فى سبيل إسعاد هذا الشعب العظيم الكريم، والدولة قدمت العديد من المبادرات وستقدم المزيد خلال الأيام المقبلة بإذن الله.

من هذا المنطلق رصدت دراسة صادرة عن المرصد المصرى التابع للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، المبادرات التى قدمها التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى لدعم الفئات الأكثر استحقاقًا فى كل المحافظات.

الدراسة رصدت الجهود التى قدمت للمصريين، لتشمل الدعم النقدى والدعم الغذائى والإمداد بالمستلزمات الدراسية، والقوافل التى نظمها التحالف من خلال مبادرة «ستر وعافية» التى جاءت تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بدعم الفئات الأولى بالرعاية والأكثر استحقاقًا، وتماشيًا مع خطة الحماية الاجتماعية للتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى لدعم الأسر الأكثر احتياجًا بجميع المحافظات، لتخفيف حدة الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية، والمساهمة فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة فى جميع المجالات بما يتماشى مع رؤية مصر 2030، خاصة أن عام 2022 كان عام المجتمع المدنى، ومثّل فرصة للاستفادة بأكبر شكل ممكن بمجموعة من القرارات وقانون العمل الأهلى.

وأوضحت الدراسة أن التحالف كان فى حد ذاته فرصة لانطلاق مفهوم العمل التشاركى بعدد من الكيانات المهمة، وإجراء حوار مجتمعى وتوسعة دائرة الاستفادة، متابعة: «ومنذ بداية عمل التحالف فى مارس 2022، تم استهداف المواطنين فى الأماكن الأكثر استحقاقًا، من خلال تدشين قاعدة بيانات تضم 37.4 مليون مواطن من الأكثر احتياجًا بالتنسيق مع الجهات المعنية، والتى استطاع التحالف من خلالها الوصول إلى 30 مليون مواطن من الفئات الأكثر احتياجًا بالمحافظات.. نحتاج فى هذه الفترة المزيد من المبادرات على كل المستويات دولة كانت أو أفرادًا حتى نستطيع الخروج من هذه الأزمة الاقتصادية..  تحيا مصر