الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أمثال مقلوبة

أمثال مقلوبة

لا شك فى أن الحكم والأمثال الشعبية والأقوال المأثورة هى انعكاس للواقع ولخبرات الإنسان عبر العصور، والمهتم بتلك المنطقة من المعرفة يستطيع بسهولة اكتشاف نسبة عالية فى التطابق بينها مع اختلاف اللغات والثقافات والمجتمعات، ببساطة لأن أغلبها مرتبط بالإنسان وسلوكياته وهى التى لا تختلف كثيرًا من مكان لآخر أو من زمان لآخر.



وفى جولة سريعة على بعض من تلك الأمثال وفى محاولة للوصول إلى حياة أفضل، سأحاول قلب بعض منها وأترك لك عزيزى القارئ الحكم على هذه التجربة الخيالية المستحيلة.

تكون البداية بعدم وجود مستحيلات على الإطلاق، فنرى الغول وتطير فوق رءوسنا العنقاء ونستطيع أن نجد الخل الوفى، وأن أصحاب الحياء – الذين اختشوا - ما زالوا على قيد الحياة وأن ترى الخنفسة ابناءها يسيرون على الحائط فتتعرف عليهم وتصفهم بأنهم خنافس وليسوا «لولى ملضوم فى خيط»، وأن كفى القدرة على فمها لن يجعل البنت تكون مثل امها، وأن المتعوس قد يجد السعادة يومًا ما بغض النظر عن تعليق «فانوس» على باب بيته من عدمه.

نحتاج إلى زمن يكون للنبى كرامة فى قومه وأن يطرب الزامر أهل حيه وأن يموت «ابن الهبلة» نتيجة هبلها وقلة اهتمامها برعايته، وأن يكون كلام الليل ثابتًا ولا يزول فى الصباح، وأن ينتقل العلم إلى الكراس مرة أخرى بدلاً من بقائه حبيسًا فى الرأس، وأن عشرة عصافير على الشجرة أفضل من عصفور واحد فى اليد، وأن يستقر الفأر ويلتزم بالرغم من غياب القط، وأن يلقى الحرامى جزاءه مهما حلف بأغلظ الإيمان، وأن رحمة ربنا تنزل إلينا بغض النظر عمن لا يرحم، وأن يتم القبض على القاتل قبل أن يسير فى جنازة من قام بقتله، وألا يقع الكبار فى تصرفات الصغار، وأن تبقى الحبة فى حجمها ولا تتحول إلى قبة، وأن نتوقف عن حلب الثور، وأن ابن البصل والثوم يمكنه أن يتمتع برائحة ذكية، وأن يتوقف المستغل عن الدخول بحماره عندما يسكت الطيبون على أفعاله، وأن تتوقف مراية الحب عن الخديعة والعمى، وأن يستقيم ديل الكلب، وأن يستطيع اليتيم الاستمتاع بطعم الكحكة التى يحملها، وفى النهاية أن نجد «مطرح» عندما تقرر الحزينة أن تفرح.