الإثنين 28 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جلاب الصعيد الحلوى اللامعة

أقماع صفراء تجذب مذاقها وشكلها جميع المارة، عندما تستقل قطار الصعيد تسمع صيحات المنادى «يا جلاب الهوى« لتختطف تلك الكلمات أذان وأنظار الجميع بلونها الذهبى اللامع، أنه «الجلاب» حلوى الصعيد اللينة التى تصنع من العسل الأسود أحد مشتقات قصب السكر. 



يروى يوسف الهواري، بائع «الجلاب»، حكايته مع فرحة الأطفال بجنيه واحداً ثمن هذه الحلوى الصفراء التى تشبه القمع ولكنه سريع الذوبان فى الفم، مكوناتها بسيطة ولكنها مفيدة لأنها غنية بالفيتامينات، تصنع فى قرية صغيرة شمال محافظة قنا، تلك المصانع البدائية الصغيرة هى مصدر الزرق بقرية القناوية.

تعتبر هذه الحلوى من الصناعات القديمة الموسمية، يستخدم صانعوها الأدوات اليدوية، وبالرغم من تطور الزمن، إلا أن الصناعة لم يدخلها حتى الآن أى آلات، كما أن صناعة المنتج المعروف، يكون بتجميع العسل الأسود، يضاف عليه كمية من البيكربونات، ثم خلطه ووضعه فى إناء نحاسي، ويتم إشعال النيران تحت هذا الإناء لمدة تتراوح ما بين 10 دقائق وربع ساعة.

يقوم العامل فى هذا المصنع الصغير، بتقليب العسل داخل الإناء النحاسي، المعروف بـ»النحاسة»، حتى يتحول لون العسل من الأسود إلى الأصفر، وبعد تسويته، يتم وضعه فى إناء يشبه القمع وبسكوتة الآيس كريم، ولهذا أطلق عليه البعض «آيس كريم الصعايدة».

يتم وضع الجلاب بعد تسويته فى هذه الأقماع، فى صفوف متساوية، وترك هذه الأقماع فى الشمس حتى تجف المادة الخام بها، وبعد يتم إزالة الأقماع ووضع المنتج الجلاب مكشوفا حتى يتعرض المنتج للهواء والشمس، وبعدها يتم وضعها فى مقاطف لبيعها للتجار.

تلك الصناعة الشتوية يعتبرها بائع الحلوى انها مصدر للدفء فى الشتاء، لأنها أحد مشتقات العسل الأسود، الذى يولد طاقة لدى الأبناء لتحمل سقيع الصعيد فى الشتاء.