الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
90 دقيقة عصيبة

90 دقيقة عصيبة

خلال الأسبوع  الماضى جاءت الأنباء عن تأخير فى كل رحلات الطيران المنطلقة من الولايات المتحدة الأمريكية-داخلها وإلى الخارج أيضًا- وذلك نتيجة وجود عطل فنى فى منظومة الاتصال وتحديدًا فى نظلم الـNOTAM (Notice to Air Missions system) والتى يتم من خلالها إرسال بيانات ومعلومات الرحلة بين قائد الطائرة ومراكز التحكم، استمر العطل منذ الساعة السابعة وثلث صباح الأربعاء 11 يناير؛ مما أدى إلى تأجيل كل رحلات الطيران وذلك حتى الساعة الثامنة وخمسين دقيقة عندما بدأت المشكلة فى الحل وبدأت الطائرات فى الإقلاع.



بالطبع أدى هذا التأخير إلى إصابة المسافرين وذويهم بالكثير من التوتر والقلق ناهيك عن الخسائر المادية ،وهى التى لم يتم تقديرها بعد، بالطبع هذا التأخير لم يتم تحديد سببه تمامًا وهو ما دعا الرئيس الأمريكى إلى التوجيه بفتح تحقيق فى الأمر ،ولكن ودائمًا عند كل عطل يتبادر إلى الذهن وجود اختراق أو هجمة سيبرانية أدت إلى هذا العطل فيما يشير أصحاب الأمر فى تفسيراتهم إلى أن الأمر نتيجة «خطأ تقنى» وهو ما قد يكون التفسير الحقيقى أو هى محاولة لدرء شبهة الاختراقات السيبرانية ،وذلك لحماية سمعة الشركة أو المؤسسة ودرء تهمة عدم الاهتمام بأمن المعلومات وعدم وضع القدر الكافى من أنظمة الدفاع السيبرانية.

والحقيقة أنه بالرغم من عدم وجود أى وقائع سابقة تماثل تلك التى حدثت لنظام الـNOTAM والذى تم اعتماده والبدء فى استخدامه منذ عام 1947 أى قبل 76 عامًا من الآن إلا أن التفسير الذى خرجت به إدارة الطيران الفيدرالية  Federal Aviation Administration يتحدث عن تلف أحد الملفات المهمة فى كل من نسختها العاملة والنسخة الاحتياطية أيضًا وهو ما أخذ بعض الوقت حتى تمكن الفريق الفنى من استعادة وتعديل الملف ليصبح صالحًا للاستخدام وهو ما أدى إلى إلغاء نحو 1300 رحلة وتأخير أكثر من 10 آلاف رحلة أيضًا فى ذلك اليوم، وبغض النظر عن سبب هذا العطل فإن الاعتراف بأن ما حدث كان جراء هجوم سيبرانى لهو أمر بعيد الحدوث وفى كل الأحوال يحتاج الأمر إلى إعادة النظر فى أنظمة استمرارية الخدمة وفى تأمين الاتصالات والبيانات أيضًا، ليس فى تلك المنظومة فحسب بل فى كل المنظومات الفنية على اختلاف مستوياتها.