هل يدوم الشباب؟

قبل أن أحاول الإجابة عن هذا السؤال، لا بد وأن أبدأ بتعريف ما هو الشباب وما هى سن الشباب، والإجابة ببساطة أن الشباب هى مرحلة عمرية تعتبر ذروة القوة والحيوية والنشاط، أما عن المرحلة العمرية فإنها طبقا  لتعريف الأمم المتحدة بين 15 و24 عاما، ترتفع إلى 25 عاما بحسب تعريف البنك الدولى وإلى 29 بحسب برنامج الكومنولث للشباب فربما يصل بها التعريف لمعجم المنجد للغة العربية المعاصرة إلى سن الثلاثين، أما بين العامة فقد يرتفع السن قليلا وصولا إلى الخامسة والثلاثين أو حتى الأربعين.

عودة إلى التعريف والذى يحمل الكثير من الغموض والفلسفة أيضا، فهل الشباب يكون فى المظهر الخارجى وتمام الصحة أم فى أسلوب التصرف والحركة أم فى أسلوب التفكير أم فى بعض مما سبق أم فى كل هذه الأشياء معًا، والحقيقة أن الإجابة لا تهم كثيرًا ولكن بغض النظر عن تلك الجزئية نجد الكثير من النصائح والوصفات للحصول على شباب دائم أو ممتد لأطول مدة ممكنة منها الاهتمام بالأكل والشرب وممارسة الرياضة والبعد عن الكآبة والأفكار والمشاعر السلبية كالحقد والحسد والغضب  وملء الوقت والتفكير بالإيجابيات.

والحقيقة أن كلًا منا من المؤكد أنه قد مر بنماذج مختلفة نجد فى بعضها تفكيرًا إيجابيًا وإقبالًا على الحياة من أشخاص كبار فى السن، ربما فوق الثمانين عامًا كما قد نجد بعضهم أصحاء أيضًا وعلى النقيض قد نجد شخصًا لم يتعد سنه الخامسة والعشرين وجسده يعانى من الكثير من الأوجاع والأسقام أو نجد روحه عجوز كأنما قد جاوز المائة عام، ولذلك فإن الصورة الذهنية عن الشباب الشكلى ليست هى الأصدق أو الأصح بل إن الشباب الحقيقى يكون فى الروح والأفكار والمشاعر والسلوكيات، وهنا أجد أن تعريف الشباب يجب أن لا يعتمد لا على السن أو الشكل الخارجى ولكن يجب أن يكون مرتبطًا بالحيوية الذهنية وإيجابية الأفكار والتصرفات، ولا أجد دليلًا على هذا أكثر من مشاهداتى وما جاء بكتاب ماركوس توليوس شيشرون الكاتب الرومانى والمولود عام 106 قبل الميلاد بعنوان «فى مديح الشيخوخة» والذى أدعو شباب اليوم لقراءته لكى يتعرفوا على المعنى الحقيقى للشباب.

كلمة أخيرة أقدمها كوصفة سحرية لشباب دائم نشرتها منذ عدة أيام على حسابى بشبكات التواصل الاجتماعى وحازت على كم كبير من علامات الإعجاب والاتفاق قلت فيها «‏عايز تفضل شباب.. اعمل حاجة بتحبها وعيش مع ناس بتحبك».