الثلاثاء 16 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإعلام الرياضى  كواليس وكوابيس!

الإعلام الرياضى كواليس وكوابيس!

استمتعت بقراءة كتاب الزميل والصديق «طارق رمضان» وهو «جنينة الشياطين» العالم السرى للإعلام الرياضى.. «140» صفحة وصفحات الكتاب بكل ما فيها من أسرار وكواليس تكشف ببساطة الحالة التى وصل إليها الإعلام الرياضى المرئى من خلال ما نشاهده مباشرة على الشاشة أو ما يدور خلف الكواليس والجدران من تربيطات وشللية وتحركات مريبة.



فى كتاب «طارق» حكايات لها العجب وأسماء شهيرة رنانة مثل شوبير، مدحت شلبى، سيف زاهر، مصطفى يونس، علاء صادق، طاهر أبوزيد، مجدى عبدالغنى، حازم إمام.

ويكشف طارق رمضان عن تفاصيل حرب الساعة الحادية عشرة مساء بين البرامج الرياضية لدعم التعصب مؤكدا أن هذه البرامج ترى أن نشر الشائعات هو الطريق الوحيد للشهرة وارتفاع نسب المشاهدة سواء للبرامج فى البث المباشر أو فى اختيارات الجمهور على مواقع اليوتيوب حتى تضمن البقاء على الشاشة فى ظل اتجاه القنوات إلى البرامج المنتجة إنتاجًا خاصا أو ما يقال عنها المهداة!

وستظل برامج الحادية عشرة مساء تلعب على التعصب الكروى ونشر الشائعات حتى يتوقف الجمهور عن متابعتها إلا من يعلن عن هويته إنه أهلاوى أو زملكاوى! ومن أمتع فصول الكتاب ما كتبه عن إبداع المعلقين فيقول: 

التعليق على مباريات كرة القدم نوع من الفنون والموهبة الخاصة التى تحتاج أحيانا إلى دراسة ومعرفة وإجادة، وأيضا الشخصية أمام الشاشة أو الميكروفون، كما أنه لابد أن يفرق المعلق بين تعليق على شاشة تليفزيونية وبين تعليق على الراديو، فالمشاهد يرى الكرة ويرى كل تفاصيل الملعب ولكن المستمع للراديو لا يرى إنما يسمع ويرغب فى المعرفة!

ولأن العالم أصبح قرية صغيرة فأصبح بإمكانك أن تستمع إلى تعليق على مبارة لكرة القدم فى بلاد أخرى وقنوات أخرى وأن تعرف الفرق بين المعلق الكروى فى بلاد الأجانب والمعلق الكروى فى بلادنا، فالذى يعلق على مباريات كرة القدم فى بلاد الأجانب لا يخرج عن المباراة قيد أنملة إلا إذا كان هناك سبب مما جعله يأتى بالتاريخ مثلا أو يستعيد الذكريات أو يقص عليك حكاية ما، فهو دائما فى المباراة، وهو يعلم أن تشكيل المباراة قد ظهر على الشاشة كاملا وبصورة وأسماء اللاعبين وبالصوت أيضا، وإذا دعت الظروف فهو يقص عليك التشكيل قبل بداية المباراة بسرعة ولا يستطيع أن يخالف المعهود والمتفق عليه، والذى يقال له، فهو ليس مرتبطا إلا باسم القناة التى يعمل بها، ولا يرتبط بمخرج أو بمقدم برامج أو حتى باسم الشخص الذى قد أحضره للاستديو، فهو يبدأ معك المباراة فورا، ويتحدث فى المباراة فقط لا غير!

والغريب بل العجيب أن المعلق الأجنبى لا يقوم باستعادة مركز الفريقين المتبارين فى جدول المسابقة أو يقول لك المركز باعتبار أن كل هذه الأشياء لها موعدها فى المباراة ولها وجودها على الشاشة، كما أن المعلق يعرف أنه يقوم بالتعليق لشاشة تليفزيونية لمشاهد يشاهد المباراة فلا يصف اللعبة، يعنى مفيش ماشى بالكورة، وباص الكرة عرضية طولية لولبية إلى آخره».

الكتاب مهم وممتع وخطير أيضا، وبرافو يا طارق إنك اقتحمت جنينة الشياطين وما يجرى بها!