منتدى دافوس والميتافيرس
انتهى منذ عدة أيام الاجتماع السنوى الثالث والخمسين للمنتدى الاقتصادى العالمى World Economic Forum (WEF) والذى عقد بمدينة دافوس السويسرية فى الفترة من 16 إلى 20 يناير تحت عنوان «التعاون فى عالم متشرذم» فى ظروف ربما تعتبر الأصعب على الاطلاق نتيجة تبعات وباء كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وما خلفتاه من ارتفاع فى معدلات التضخم وتكاليف المعيشة وفى ظل أزمات جيوسياسية وجيواقتصادية طاحنة.
وبعيدا عن حالة اللايقين التى تسيطر على العالم كله مع توقع باستمرار تبعات الأزمة لعامين على الأقل إلا أن المنتدى هذا العام حمل الكثير من النقاشات حول مستقبل الويب - ويب3- والميتافيرس أيضا هذا بالرغم من تجاهل موضوعات أخرى ربما تكون أكثر أهمية وأكثر ارتباطا بالجانب الاقتصادى كتقنية سلاسل الكتلة والعملات المشفرة.
التناول فى المنتدى تنوع بين التعريفات وأسلوب البناء للميتافيرس وكذا أيضا كيفية تطويع واستخدام تلك التقنية فى المجال الصناعى، حيث تم خلال ايام المنتدى اطلاق نسخة افتراضية تمكن المشاركين من التفاعل داخل الميتافيرس وهى التى اطلق عليها الـGlobal Collaboration Village وهى التى تمت بالتعاون بين احد الشركات الكبرى فى مجال البرمجيات و80 شركة من الشركاء المتخصصين، ولم يكن هذا هوالأمر الوحيد الذى تم استعراضه واختباره ومناقشته فى المنتدى بل امتد الأمر بالتبعية إلى قضايا أخرى مرتبطة منها الذكاء الاصطناعى وحماية حقوق الملكية الفكرية والامن السيبرانى وقضايا الخصوصية وحماية البيانات الشخصية وكذا أيضا حماية الاصول الرقمية Digital Assets فى عالم يتعاظم فيه نموالاقتصاد الرقمى وينتمى أغلبه إلى الجيل زد وما بعده وهى الأجيال التى تفتح وعيها على وجود شبكة الإنترنت وباقى التقنيات الحديثة وهو الجيل الذى لن يترك المستقبل يسير كما سار الماضى فى المسارات التقليدية المعروفة سواء من حيث الأدوات أو من حيث أساليب العمل وشكل الاقتصاد والعلاقات السياسية والاجتماعية أيضا.
مازال الأمر يفتقر إلى التشريعات الحديثة المواكبة لهذا التطور ومازال أيضا يفتقر إلى الاهتمام الحكومى الواجب والمطلوب وهو الذى أراه ينقسم بين حكومات تواكب كل جديد وتتقدم بخطوات فعلية فى هذا الأمر وبين حكومات أخرى تنتظر وصول الأمر إلى درجة النضج المناسبة من قبل القطاع الخاص والشركات قبل أن تتحرك فى هذا الاتجاه وبينهما حكومات تحاول أن تحقق التوازن بين كل تلك المتغيرات والتحديات.
