الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لماذا الصدقة ولماذا الآن؟

لماذا الصدقة ولماذا الآن؟

الحديث عن الصدقة وما تفعله من خير هو حديث مستمر لا ينتهى، فالمولى عز وجل يقول فى الآية 216 من سورة البقرة « مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ، وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ، وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ»، او الآية 245 من نفس السورة «مَّن ذَا الَّذِى يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ»أو كما جاء فى الآية 160 من سورة الأنعام «مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا»، كما جاء بحديث أبى ذر حين قال: قال النبى ﷺ: يقول الله: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أو أزْيَد، ومن جاء بالسيئة فجزاءُ سيئةٍ سيئةٌ مثلها أو أغفِرُ، ومن تقرب منى شبرًا تقربت منه ذراعًا، ومن تقرب منى ذراعًا تقربت منه باعًا، ومن أتانى يمشى أتيته هرولة، ومن لقينى بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بى شيئًا لقيته بمثلها مغفرة»، والخلاصة أن العائد من الصدقة ومن الإنفاق لا يقل عن عشرة أضعاف ويتزايد إلى أضعاف كثيرة لا يعلم عددها إلا الله.



ومما روى فى الأثر أن أحد الصالحين كان ببيته وطرق الباب سائل فقامت امرأته وفتحت الباب فأمرها زوجها ان تعطى الرجل العشر بيضات الموجودة بالبيت، وبعد دقائق طرق الباب طارق آخر يحمل هدية من احد محبى الشيخ وكانت عددا كبيرا من البيض، فلما احصاها الرجل الصالح وزوجته وجداها تسعين بيضة،فسألها هل اعطت السائل كل البيض، فاعترفت بانها اعطته تسع بيضات فقط وابقت واحدة اشفاقا على حالها وحال وزوجها، فقال لها الشيخ: لقد غبنتينا فى تسع، فالحسنة بعشر امثالها، والمعنى ان الزوجة اذا كانت قد اعطت العشر بيضات جميعها لأتتهم الهدية تحتوى على مئة بيضة.

والصدقة لا تكون بالمال او الطعام فقط، فقد تكون بالابتسام وعدم العبوس كما فى الحديث الشريف «تبسُّمُكَ فى وجهِ أخيكَ صدقةٌ» وقد تكون بالمعاونة بالنصيحة او بالعلم او غيرهما.

والمراقب للامر يجد الكثير من المواقف التى تؤكد على هذا والعديد من الروايات والحكايات فى كل العصور وفى كل الاماكن، فالامر بسيط ولكنه يحتاج إلى مجاهدة وخاصة فى اوقات العسر وقلة المال، فالحسابات البشرية تشير إلى ان الانفاق يقلل من الحصيلة الموجودة والحقيقة انه يزيدها وينميها والتجربة والمواقف خير دليل.