الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
روح الله

روح الله

أتى لفظ الروح فى القرآن الكريم فى ثلاثة وعشرين موضعا، منها المعنى المعروف وهى الروح التى تميز الحى عن الميت، كما جاءت بمعنى ملك من الملائكة وجاءت بمعنى جبريل، كما جاءت بمعنى النصر والرحمة والراحة من الدنيا وجاءت أيضا بمعنى القدرة الإلهية على الخلق.



ففى الآية 87 من سورة يوسف «وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّـهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ» يكون معناها «رحمة و راحة» وفى الآية 29 من سورة الحجر «فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِى فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ»يكون معناها القدرة على الخلق وهو أمر لا يعلم حقيقته إلا الله.

وعلى الرغم من اختلاف التفاسير عن معنى الكلمة فى المواضع السابق الإشارة إليها فإنه يكفى أن نتأمل الإنسان قبل وفاته بثانية وبعد وفاته بثانية، ثانيتان فقط تفصلان بين الحياة والموت، الجسد كما هو ولكن الفرق كبير والسر أكبر، كما أن البداية أيضا شديدة الغموض حتى على المستوى البيولوجى، فالتقاء الحيوان المنوى بالبويضة تبدأ بعده الخلايا فى التكون ولكن هذا أمر مختلف عن بدء وجود الروح فى هذا الجسد الصغير، فبعض العلماء يرون أن نفخ الروح فى الجنين تتم خلال الأربعين يوما الأولى فيما ذهب آخرون إلى أن هذا يحدث خلال الأشهر الأربعة الأولى وفى كل الأحوال تبقى الروح سرا، سرا فى دخولها وسرا فى خروجها وسرا فى وجودها بين لحظتى الحياة والموت ولا يستطيع الإنسان تخيل الموت إلا باستحضار ما يشعر به خلال نومه وما يشعر به المحيطون أيضا مثلما جاء فى الآية 42 من سورة الزمر «اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِى لَمْ تَمُتْ فِى مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِى قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»، أما عن الروح بعد الوفاة فلقد اختلف الفقهاء حول أين تذهب بناء على صلاح الميت أو فساده، فمنها ما يبقى فى القبر أو فى الأرض ومنها ما يكون على باب الجنة أو بداخلها أو تحت العرش أو مع الرفيق الأعلى.

وبغض النظر عن كل تلك الأمور الغيبية، يكفى أن نتدبر معجزة الميلاد ومعجزة الموت لكى نتوقف عن التفكير فى الروح ونتجه إلى خالق الروح فأتمر بأوامره وننتهى عما نهى عنه وأن نقوى يقيننا بأنه الكريم الرءوف بعباده الرحمن الرحيم.