إتيكيت الاعتذار بين الأهل والأصدقاء

الخلافات الزوجية أمر طبيعى فى كل بيت، فلا تخلو أى علاقة زوجية من المشاحنات والمشاجرات، وهنا يأتى دور الاعتذار الذى يزيل الخلافات ويعيد العلاقة إلى طبيعتها، وتؤكد بعض الدراسات أن هناك العديد من العلاقات التى قطعت وانتهت إلى الأبد بسبب عدم قدرة أطرافها على الاعتذار عن الخطأ البادر منهما، وتؤكد دكتورة شيريهان الدسوقي، خبيرة الإتيكيت المعاصر أن ثقافة الاعتذار هى من ضمن بنود فن الإتيكيت ولكن حتى نستطيع أن نعتذر بشكل صحيح للأشخاص لابد أن نعرف أن هناك أنواعًا من الاعتذار.

- الاعتذار الحتمي، وهو واجب علينا لأنه خاص بالوالدين حتى إذا كانوا هم الخاطئون فلابد أن نراضيهم طول الوقت (فبالوالدين إحسانا).

- الاعتذار التربوى، وهو غرس ثقافة الاعتذار فى تربية أبنائنا الصغار ،ونعلمهم أن الخطأ لابد أن نعتذر عنه باحترام وأنها كلمة سهله وليست صعبة على النفس، فمع الأسف نرى عندما نربى أبناءنا من أول سن الحضانة وندفعهم إلى «من يضربك أضربه», فبذلك نربى أبناءنا على السلوك العدوانى منذ الصغر، وهذا لا يمت بصلة لمفهوم الإتيكيت فسيصبح شخصًا عنده قسوة فى التعامل، ومن الأفضل أن نوضح له أنه يفضل ألا يخطأ من الأساس حتى لا يضطر للاعتذار.

- الاعتذار الأخلاقي، وهذا الاعتذار يكون بين الأفراد العاقلين سواء فى العمل أو بين الجيران أو زملاء دراسة ويكون نابعًا من داخل الشخص أنه يعتذر لو تأخر عن موعده أو لم يستطع أن يحضر حفلًا معينًا .

- الاعتذار النفسى: وهو بين الشخص وذاته ولابد أن يكون الشخص متصالحًا مع نفسه، كأن يقف الشخص أمام المرآة ويعاتب نفسه عن خطأ ارتكبه فى حق نفسه سواء بمعرفه أشخاص سيئين أو أنه لم يجتهد فى دراسته ليحصل على الوظيفة التى كان يتمناها وغيرها من الأفعال ،ويحاسب نفسه ويقول لها أنا أسف.

وفيما يتعلق بقواعد الاعتذار برقى فتنصح د.شريهان بضرورة عمل مبادرة تصفية النفوس قبل الاعتذار المباشر بمعنى أن أرسل للشخص رسالة أوضح له فيها أننى أخطأت وحزين بسبب المشكلة التى حدثت والتمنى بأن يصفى الشخص الآخر، وبعدها بيوم يتم بالاتصال بمن أخطأت فى حقه فيكون متوقعًا منى الاعتذار ولا يتفاجأ.

وأوضحت أنه يتم تحديد حجم الخطأ لتحديد توقيت الاعتذار، فإذا تأخرت عن ميعادى يتوجب الاعتذار فى نفس اللحظة ومرة واحدة فقط، لكن لو الخطأ أكبر مثل جرح كرامة صديق أو سخرت من زميل, من هنا يجب بذل مجهود أكبر فى الاعتذار, ومن الافضل أن يكون هناك وسيط لتصفية النفوس، لافتة إلى ضرورة اختيار وقت الاعتذار، لأنه يترتب عليه سرعة الصلح بين الطرفين، مع تجنب الاعتذار وقت العمل أو فى وقت متأخر.