الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يوم من عمره (7)

يوم من عمره (7)

منذ أربعينيات القرن الماضى عندما بدأ الحديث عن وجودى وعن تأثيرى وهذا الحديث لا ينقطع، تصاعد الأمر فى الستينيات قبل أن أولد بالفعل عام 1971، ياله من عمر كبير، اثنان وخمسون عاما وأنا أتحرك فى هذه الحياة، بالطبع لست بنفس البراءة التى بدأت بها، بداياتى كانت متواضعة، لم أكن أقوم بأى فعل ضار، بالكاد كنت أستطيع كتابة اسمى وذلك أثناء تنقلى بين الوسائط المختلفة، مع اسمى كنت أكتب عبارة صغيرة أقول فيها: «الحقنى إن استطعت»، بالطبع كان هذا  أمرًا مدهشًا.



بعد ميلادى بثلاثة أعوام استطعت أن أطور من أسلوبى، يسموننى الأرنب، ربما لقدرتى الرهيبة على التكاثر وشغل حيز كبير تضيق معه الحياة والأنشطة الطبيعية وصولا إلى التوقف التام، بعد ذلك بعام واحد تعلمت حيلة جديدة، أن أختبئ بداخل أشياء أخرى بريئة، لا يستطيع أحد الإحساس بوجودى مما أعطانى مساحة أكبر من الانتشار والتخريب.

بعد ذلك بعشرة أعوام أو أكثر أصبحت أكثر قدرة على الحركة، وسائل الانتقال باتت متوافرة بكثرة، أنا لا أقوم بالسيطرة أو بالتخريب فقط، أحيانا أقوم بعمليات خداع لمن حولى، خداع لنتخلص من إجراءات الحماية للمنتجات، ما فعلته أثر كثيرا على عدد من مجالات الأعمال، بعد ذلك بسنوات أصبحت شبكات الانتقال أكثر تشابكا، طورت من نفسى فقمت بعمليات محو وتخريب كثيرة، الكثير من البشر تأثروا بذلك، بعضهم فقد وظيفته أو على الأقل فقد نتيجة جهد وعمل مستمر، عليه أن يعود إلى نقطة البداية مرة أخرى ولكن عليه أن يتأكد أننى غير موجود، فوجودى سيعيده إلى نقطة البداية مجددا.

أعرف أن رسائل الحب لا تقاوم، استخدمتها كثيرا للانتقال من ضحية لأخرى قبل أن أنتقل إلى مستوى جديد من التخريب، أقوم بتعطيل الأعمال تماما، هاجمت البيت الأبيض والعديد من المؤسسات الكبرى قبل أن يتم اكتشاف أمرى، حاليا أصبحت جنديًا فى حرب كبيرة، ستفوق فى خسائرها الحروب السابقة كلها، إنهم يحذرون منى ومن زملائى، ولكننى مازلت أذكى منهم، الإنسان ليس بهذا القدر من الانتباه واليقظة، حتى الذكاء الاصطناعى أستطيع أن أخترقه، ببساطة من خلال الاستعناء به هو شخصيا فلا يفل الحديد إلا الحديد، أنا لا أموت ولكننى أتغير كل لحظة، على البشر أن يحذر وإلا.…

من مذكرات أول فيروس للحاسب الآلى.