الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حوار مع صديقى الغربى (1)

حوار مع صديقى الغربى (1)

هذا الحوار خيالى، فبالرغم من وجود عدد من المعارف من دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية إلا أننا لم نتطرق إلى أى من الموضوعات الواردة فى هذا الحوار الافتراضى والذى أجد أن له عدة أسباب وأهداف أبسطها إزالة حاجز الرهبة والتقديس للغرب ومحاولة إعطاء هويتنا العربية بعض من قدرها المفقود،فإلى الحوار:



- صديقى العزيز، كيف حالك،أرجو أن تكون كل أمورك بخير،اسمح لى أن أحدثك عن بعض مما يشعر به الناس فى منطقتنا، كيف ينظرون إليكم وكيف يشعرون تجاه حضارتكم، واسمح لى أيضًا أن أتعرف عن رؤيتك لنا كبشر أيضًا، فالمنطق يشير إلى أن البشر سواسية، فى الأفكار والمشاعر وحتى نسب الذكاء والغباء تشير الإحصائات إلى أنها نسب ثابتة بغض النظر عن المكان، ولا أريد أن أشير إلى الدراسات والاتجاهات الفكرية التى تعلى من جنس على آخر أوالدراسات التى تحاول أن تبدو علمية فتشير إلى تفوق جينات شعب على آخر، أعرف أن المقدمة طويلة، وربما تكون تلك إحدى سماتنا المتأصلة ألا وهى الحديث المطول، دعنا نبدأ بسؤال عن كيف ترانا كبشر يقطنون فى الشرق، أعرف أن مصطلح الشرق هذا عنصرى نوعًا ما،فأنتم تعتبرون منطقتكم هى محور الكرة الأرضية فتطلقون على المنطقة العربية لفظ «الشرق»، وعلى مناطق فى قارة آسيا لفظ «الشرق الأدنى»، آسف للإطالة ولكن دعنا نبدأ بعرضك لتصور عام عنا.

- أهلا بك، فى البداية أنت محق، فأول مرة قابلت شخصًا من الشرق أصابنى الكثير من الدهشة والاستغراب، فأنتم تتحدثون كثيرًا وتضحكون أكثر، احتجت إلى الكثير من الوقت للاعتياد على ذلك، بل دعنى أقول إن هذا الأسلوب قد أثر فى كثيرًا، فمع مرور السنوات أصبحت أتحدث بحرية أكثر من ذى قبل، ولكن قبل أن التقى بك وببعض الزملاء الآخرين، كانت معلوماتى عن منطقتكم فى غاية البساطة،حصلت على أغلبها من القليل من الأخبار التى أطالعها أحيانًا فى نشرات الأخبار وفى باقى المطبوعات المختلفة، واعترف أن الصورة التى كونتها فى ذلك الوقت كانت قاصرة حيث شعرت بأن منطقتكم تعيش على صفيح ساخن، صراعات ومواجهات عسكرية وإرهاب والقليل من المعلومات حول دولكم ومن منها بجوار من، ربما كانت البداية من مصر، دولة كبرى لديها حضارة قديمة تتجلى فى بعض الآثار الباقية منها أهرامات الجيزة، إحدى عجائب الدنيا،بالإضافة إلى حروب حدثت مع دولة إسرائيل، أعرف أيضا المملكة العربية السعودية كمزار دينى للمسلمين،انضم لتلك القائمة بعد ذلك إمارة دبى، حيث العمارة البديعة والشهرة فى مجال المال والأعمال،هذا بالإضافة إلى بعض الأعمال الأدبية المترجمة من العربية إلى لغتى الأصلية، كان ذلك قبل انتشار شبكة الإنترنت والتى فتحت لى المجال للاطلاع على الكثير مما يدور فى منطقتكم. صمت طويل.

- لا أدرى إن كان صمتك سببه التفكير آمل أنك انتهيت من الإجابة، وأنت تعلم أننا لا ننتظر كثيرًا، دعنى أحدثك عن كيف نراكم، لا شك فى أنكم أصحاب حضارات كبيرة يتبدئ ذلك فى العمران الهائل وفى السلع المختلفة التى نقوم باستيرادها منكم،كما أن نمط الحياة لديكم يصيب أغلبنا بالانبهار، ألا ترى أن هذا النمط هو حلم أغلب من يقطن بالشرق، يحاول الكثيرون الانتقال إلى بلدانكم والاستقرار فيها،سواء بالطرق المشروعة أو بالطرق غير المشروعة أيضًا، البعض ينظر إلى بلدانكم على أنها جنة الله على الأرض، مارأيك فى هذا الوصف؟

- نعم نعم، أنت محق فى الحديث عن هذه الرغبة، فسفارات بلداننا لديكم ينهال عليها كل يوم عشرات المئات من طلبات السفر لأغراض مختلفة كما أطالع بعض الأنباء عن محاولات ما يطلق عليه «الهجرة غير الشرعية»، لكم يؤلمنى غرق البعض فى المراكب التى تجوب البحار والمحيطات ولكن دعنى أحدثك عن الحقيقة، فالأمر ليس بهذا الإبداع الذى تصوره أفلام هوليوود، فنحن نشاهدها وننتقد ما يعرض فيها أيضًا، بعد خروجنا من دور السينما نضحك فى سخرية ونتساءل، أين هذه البلدان الموجودة فى تلك الأفلام، ثم نحاول أن نصبر أنفسنا بأن السينما دائمًا ما تقدم خيالًا، الخيال المرغوب فى الوصول إليه، اعتقد أن صورة الشرق فى أفلامنا غير حقيقية أيضًا، الصحراء موجودة بالفعل ولكن لم أجد جمالًا ودواب إلا قرب بعض المناطق السياسحة، لديك سيارات حديثة جدًا، بعضها أحدث مما وجدته فى بلدى أيضًا، حاولت أن أشاهد بعضًا من أعمالكم الفنية ولكن للأسف لم أجد منها الكثير،حتى بلغتكم الأصلية دون ترجمة، لا أعرف ما هوالسبب فى عدم انتشارها لدينا، أمر مشابه لقلة الأخبار المذكورة عنكم فى نشرات الأخبار مقارنة بأخبارنا الموجودة لديكم، أشعر أن بيننا أنبوبان غير متساوى القطر، أحدهما واسع ينقل لكم ما يوجد لدينا، والآخر دقيق لا نحصل من خلاله إلا على أقل القليل مما لديكم، حتى مع انتشار شبكة الإنترنت فالأمر لم يتغير كثيرًا. للحديث بقية