الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
كلمة ورد غطاها

كلمة ورد غطاها

«أقول إيه؟»، سؤال كنت أتوجه به لأمى كلما قابلت عبارة غريبة من أحد الكبار، وغرابة العبارة تعود إلى أننى أسمعها لأول مرة، بالطبع وبعد عدد كبير من المواقف المحرجة تعلمت أغلب تلك العبارات وردودها أيضا، فى البداية قمت بتركيز كل الجهد لحفظ الردود واستخدامها فى الوقت المناسب، استغرق الأمر فترة من الزمن حتى صرت أقوم باستخدامها منتتظرا الإجابة النموذجية من الشخص الذى وجهتها إليه.



بدأت ثنائية الكلمة ورد غطاها بالسؤال التقليدى «ازيك؟» وكانت الإجابة المنطقية والمباشرة هى «كويس»، و لكن جاء التصحيح بأن تكون الإجابة «الحمد لله» أو إضافتها إلى ما سبق أن قلته لتصبح «الحمد لله كويس» أو «كويس الحمد لله».

فى الهاتف تكون البداية بكلمة «ألو» ويكون الرد بنفس الكلمة أيضا ثم يبدأ الحوار، كان هذا قبل استبدالها بـ«السلام عليكم»، أتذكر أول مرة تعرضت لذلك أتى الرد تلقائيا الو»، وفى مرة أخرى كان الرد «وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته» ثم توقف الحوار فلم أدر ما أقوله بعد ذلك.

بعد انتهاء الصلاة كان السلام باليد بين المصلين مقترنا بكلمة «حرما» ويكون الرد «جمعا»، كان ذلك قبل استنكار بعض من أصحاب المذهب السلفى لذلك بحجة أنها لم ترد، لهذه الثنائية نكتة شهيرة أيضا، إن كان اثنان من المصريين يصلون فى الحرم بالفعل وبعد انتهاء الصلاة قاموا بالسلام وبحكم العادة «حرما... جمعا».

المواقف متعددة بالفعل فالخروج من الحمام بعد الانتهاء من الاستحمام تقترن بثنائية «نعيما... أنعم الله عليك»، مقارنة بالخروج بعد قضاء الحاجة «شفيتم... عفيتم»، «نعيما... أنعم الله عليك» تأتى أيضا بعد قص الشعر للرجال ولا أعتقد أن للنساء ثنائية بعد العودة من الكوافير، ربما تكون «إيه ده انتى عملتى شعرك؟... لا أبدا دا كده طبيعى».

عبارات أخرى مثل «البقاء لله.. الدوام لله» أو «سعيكم مشكور... ذنبكم مغفور» تقال بين المعزين وأهل المتوفى، «العواف... الله يعافيك» تأتى من داخل الريف المصرى الأصيل، «حمد الله على السلامة... الله يسلمك»، كما نجد أن الكثير من كلمات الشكر والثناء يمكن استخدام عبارة «الله يخليك» أو عبارة «الله يحفظك» ردا عليها، سأكتفى بهذا القدر فالذاكرة لا تسعفنى فى أكثر من هذا كما أن محاولة استكشاف الثنائيات الجديدة المعاصرة للأسف قد يحول المقال إلى أضحوكة مؤلمة.