الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أغلفة الكتب والخديعة الكبرى

أغلفة الكتب والخديعة الكبرى

قديمًا قالوا:«الجواب بيبان من عنوانه»، أعرف أن البعض قد يختلف مع هذه المقولة الآن، بالفعل العصر الحالى يختلف،فى الماضى كان الصدق والوضوح أكثر انتشارًا، أما الاصطناع والزيف والكذب فكان أقل مما نراه الآن، على أية حال هذا أمر يطول شرحه وليس هو أصل موضوع المقال، فالذى دفعنى إلى التعرض إلى موضوع أغلفة الكتب ما شاهدته خلال معرض الكتاب الماضى والأسابيع السابقة له، العديد من الإصدارات فى مختلف المجالات، أرى أن هذا أمرًا صحيًا بغض النظر عن المحتوى والقيمة، أمر يماثل أفلام المقاولات فى فترة الثمانينيات من القرن  الماضى،فوسط الكثير من الغث سنجد الثمين ومائة تسديدة على المرمى تزيد فرص التهديف لا شك.



بدأت أغلفة الكتب فى اتخاذ تصاميم فنية عامة وأحيانا معبرة عن المحتوى ربما منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين ولم تبدأ تلك التصاميم تعبر عن محتوى الكتب بدرجة كبيرة مثلما هو الحال الآن إلا منذ ستينيات القرن الماضى، بالطبع تطور الأمر كثيرًا مع دخول عصر الحواسب الآلية والطابعات الملونة والبرمجيات التى تساعد فى إعداد تصاميم جذابة فى وقت قصير مما أوجد فى النهاية وظيفة جديدة هى وظيفة «مصمم أغلفة كتب».

ولهذه الأغلفة تأثير نفسى كبير على مدى الإقبال على شراء الكتب، بدأت بعدد من الفنانين و رسام الكاريكاير وصولًا إلى المصورين الفوتوغرافيين ومصممى الحاسب الآلى، حيث بدأ التأثير يتزايد،فغلاف بتصميم يحتوى على ألوان زاهية يعطى انطباعًا بأن قراءة الكتاب ستساعد على التفاؤل والأمل مقارنة بالأغلفة القاتمة، كما أن الأغلفة التى تحتوى على أشكال بيانية وأرقام قد تعطى انطباعًا بالعمق والدقة، كما أن تشابه تصميم كتاب جديد مع تصميم لكتاب سابق ناجح قد تساعد فى زيادة نسب المبيعات حيث تشير الإحصائيات إلى أن ميل القراء إلى شراء كتاب جديد تعتمد كثيرًا على مدى إعجابهم بكتاب سابق يحمل نفس الألوان أو قريب من نفس التصميم.

إحدى الإحصائيات التى تتحدث عن الدوافع لشراء كتاب جديد تتحدث على أن نسبة 35.5% تعتمد على المعرفة بالمؤلف وأن نسبة 25.8% تكون نتيجة قراءة ملخص عن الكتاب فيما تعتمد 17.2% من القراء على مدى معرفتهم بالسلسلة التى صدر الكتاب فيها وحوالى 6.9% يأخذون قرار الشراء نتيجة التصميم الجذاب للغلاف وهى نسبة أعلى من النسبة التى تعتمد على أن الكتاب موجود فى قائمة الأكثر مبيعًا حيث تصل إلى 6.5% فقط.

والحقيقة أن نسبة مساهمة التصميم فى قرار الشراء 6.9% قد تختلف من استطلاع لآخر ومن فئة عمرية وشريحة ثقافية لأخرى ولكنها فى جميع الأحوال وبالرغم من أنها تكون خادعة أحيانا إلا أنها قد أصبحت جزءًا أساسيًا من عملية النشر والتسويق.