الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الميكروباص والساعة

الميكروباص والساعة

خلال الأيام القليلة الماضية تداول مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعى مقطعًا من فيلم «واسلاماه» إنتاج 1961 يظهر فيه ميكروباص فى الخلفية خلال المعركة مع التتار فى آخر الفيلم، والحقيقة أن المقطع على ما أثاره من سخرية إلا أنه فتح باب النقاش والجدل عن مدى صحته من عدمه خاصة أن النسخة الأصلية للفيلم لا تحتوى على هذا الجزء، فالبعض أشار إلى أن الصورة مفبركة مستندًا إلى أن هذا النوع من الميكروباصات لم تكن موجودة بمصر وقت تصوير الفيلم، فيما أشار البعض الآخر إلى أنه ربما يكون قد قدم إلى مصر مع أندرو مارثون مخرج الفيلم الأمريكى الجنسية، فيما تناول البعض الأمر فى سياق الإساءة إلى السينما المصرية وأن الأمر عبارة عن جزء من مؤامرة كبيرة بالرغم من أن المونتاج تم فى إيطاليا أيضًا وهى معلومات بسيطة ومتاحة للجميع فى مقدمة العمل.



هذا الأمر ذكرنى بما أثير من قبل حول ارتداء النجم أحمد مظهر لساعة يد ظهرت فى إحدى لقطات فيلم «الناصر صلاح الدين» إنتاج 1963 وأن هذا الخطأ منع الفيلم من الترشح لجائزة أوسكار، وبمراجعة اللقطة المزعومة تبين أن ما بيده كان مجرد سوار يرتديه فوق الملابس كجزء منها وليس ساعة يد كما زعم البعض.

والحقيقة أن هذا الفيلم بالرغم من الإنتاج الضخم فإنه لم يحصل بالفعل على أى جوائز ربما لما أثير من أخطاء تاريخية تم رصدها أو بعض الأخطاء الفنية البسيطة والتى لا تظهر إلا بالتصوير البطئ كانفجار الدم من صدر الممثل قبل أن يلمسه الرمح المصوب إليه وغيرها من الأخطاء البسيطة.

أقول ربما لأن إشكالية أخطاء الأفلام وقع فيها الكثيرون خاصة فى الماضى أى قبل استخدام التقنيات الحديثة، ربما أبسطها أن تجد المايكروفون المستخدم لتسجيل الحوار يتدلى من أعلى الصورة أو أن يحدث اختلافات بسيطة فى تسريحة شعر البطل فى نفس اللقطة أو هيئة ملابسه مثلًا.

أما السينما الأمريكية والتى تعتبر السينما الأولى على مستوى العالم من حيث الإنتاج والانتشار والتأثير فإن موقع اليوتيوب يعج بالكثير من المقاطع التى تظهر أخطاء بسيطة فى أفلام شاهدناها عدة مرات مثل «تايتنك» وسلسلة أفلام «روكى» و«حديقة الديناصورات» وغيرها الكثير وبغض النظر عن مدى صحة تلك الأخطاء من عدمها، إلا أنها لم تمنعنا من الاستمتاع بتلك الأعمال كما لم تمنع بعضها من الفوز بجوائز الأوسكار أيضًا ولكنه الهرى المعتاد الذى لن ينتهى طالما نشجع على انتشاره.