الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رئيسة الديوان.. «أم هاشم»

رئيسة الديوان.. «أم هاشم»

فى مثل هذا التوقيت من كل عام  فى شهر رجب يأتى إليها الزوار والمحبون من كل بقاع الأرض خاصة أهل مصر.. ومن زوارها هذه السيدة صاحبة الوجه البشوش أعرفها منذ سنوات.. تأتى إلى نفس المكان فى شارع المبتديان أحد الشوارع الرئيسية الواصلة ما بين ميدان السيدة زينب وشارع قصر العينى.. تجلس مع بعض أبنائها الذين جاءوا من أقاصى الصعيد يحملون معهم «الزاد والزواد» العيش المرحرح المصنوع من الدقيق الذرة والحلبة إلى جانب الفول النابت والعسل الأسمر والجبنة القريش المصنوعة من خيرات اللبن كامل الدسم على شكل قطع كبيرة وصغيرة إلى جانب العدس الساخن ذى الرائحة الطيبة المعمول من الحب والسماح لصاحبة الذكرى «عقيلة بنى هاشم ورئيسة الديوان صاحبة الشورى السيدة زينب رضى الله عنها». 



رغم برودة فصل الشتاء الذى يتزامن مع الاحتفال بالليلة الختامية لمولد السيدة زينب غدًا بإذن الله لن يمنع هذا الصقيع المحبين من زيارة المقام وإلقاء السلام على صاحبة الذكرى .. المحبون لاتمنعهم الأعذار وأصحاب العادات الطيبة حريصون كل عام للحضور «بالزاد والزواد» من هؤلاء هذه السيدة الطيبة المصرية الصعيدية التى التقيها سنويًا منذ أعوام طويلة مع أولادها وأحفادها تصنع الطعام بنفسها وتقدمه لكل الزائرين وغيرها الكثير من المصريين رجالًا ونساءً من كل المحافظات. 

السيدة زينب رضى الله عنها جاءت إلى مصر لتقيم فيها، لتصبح أول نساء أهل البيت اللاتى شرُفت بهن أرض مصر، كان ذلك  فى شعبان عام 61 هجرية، وعلى مشارف مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، خرج لاستقبالها جموع المسلمين بالدفوف والزغاريد، وعلى رأسهم والى مصر الأموى آنذاك مسلمة بن مخلد الأنصارى، وأقامت فى بيت الوالى حتى وافتها المنية فى  شهر رجب عام 62 هجرية، ودفنت فى بيت الوالى، الذى تحول بعدها إلى ضريح كبير وواحد من المقامات الكبرى فى مصر.

بعد الترحيب الكبير الذى لقيته السيدة زينب ومن معها، دعت دعوتها الشهيرة لأهل مصر فقالت: «يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل الله لكم من كل هم مخرجًا ومن كل ضيق فرجًا».. بهذه الدعوة الطيبة تظل مصر مهما اشتدت عليها الظروف فى أمن وأمان وسخاء ورخاء فما اشتد العسر علينا حتى يأتى اليسر بإذن الله.. نحن أفضل حالًا من غيرنا بكثير.. صحيح أن الظروف صعبة ليست فى مصر فقط وإنما فى كثير من دول العالم ولكن بفضل الله ستنتهى كل هذه الأزمات وسيأتى الرخاء والخير ببركة آل البيت الأطهار الذين اختاروا هذه الأرض وفضلوها عن بلادٍ كثيرة فى المنطقة العربية. 

رئيسة الديوان «أم العواجز» لها كرامات وتوزع نفحاتها المباركة على أهل مصر وعلى كل من يدخل ضريحها المبارك.. فى منتصف سنة ٢٠١١ دخلت المسجد فى الصباح الباكر بعد صلاة الفجر ولم يكن فى المقام غير عددٍ قليل من المحبين والعاشقين للسيدة زينب وبمجرد الدخول إلى المقام نستشعر عظمتها ومنزلتها الكبيرة فى القلوب.. قرأت الفاتحة وسلمت عليها وإذا بشخص جوارى يضع يده على المقام ويبكى ويتضرع لله ويتوسل ويطلب من «رئيسة الديوان» أن تحفظ مصر وأهلها من الفتن ما ظهر منها وما بطن.. جذبنى دعاؤه العذب وكلماته الطيبة وحبه الشديد لهذا الوطن.. وبعد أن فرغ من الدعاء اقتربت منه لكى أسلم عليه فقد سمعت منه كلامًا طيبًا فى حق مصر وشعبها.. مددت يدى ووضعت الأخرى على كتفه محبة وتقديرًا لشخصه دون أن أعرفه وعندما التفت ونظر إلى عرفت من هو وقد شعر أننى أعرفه فتبسم فى وجهى وانصرف مسرعًا.. هذه الشخصية من القامات القانونية العظيمة وكان يتقلد منصبًا رفيعًا وتصدى لمخططات الجماعة الإرهابية بعد ثورة يناير ٢٠١١ فتحية طيبة مباركة لكل من يعشقون وطنهم ظاهرًا وباطنًا.. الكثير من المسئولين الكبار يقومون بصفة دائمة بزيارة «أم هاشم» لما لمسوه من البركة وتيسير الأمور وقضاء الحاجات والراحة النفسية التى يشعرون بها بعد زيارة الضريح. 

هنيئًا لنا فى مصر بمحبة آل البيت الكرام ما نزلوا فى بلدٍ إلا وغمرها الخير ونال أهلها الأمن والأمان.. كل عام وأنت مصباح من النور والبركة والخير يا رئيسة الديوان يا ستنا السيدة زينب يا بنت الأكرمين يا بضعة من قلب الإمام على ونور من أنوار «فاطمة الزهراء» بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ..  تحيا مصر.