الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
حوار مع صديقى الغربى (2)

حوار مع صديقى الغربى (2)

استكمل الحوار مع صديقى الذى ينتمى إلى الغرب، وبعد أن بدأت بسؤالين فى العموم، طرأ فى ذهنى أن أدخل إلى صلب الموضوع وأتحدث عن الانتقادات التى نراها فى مجتمعاتهم وأعرف وجهة نظره، فما لمسته من صراحته شجعنى للحديث التالى:



-شكرًا جزيلًا أخى العزيز على إجاباتك الموضوعية والصريحة، واسمح لى أن أتحدث فى منطقة شائكة نوعًا ما وهى المنطقة الأخلاقية والتى قد يعتبرها مجتمعك من الأمور الواقعة تحت مسمى الحريات، أعنى بذلك التصرفات والميول الجنسية، فى الحقيقة لا أعرف كيف يمكن أن تكون الدعارة مرخصة ولا كيف يمكن أن تقوم صناعة كبيرة على نشر الأباحية، ثم جاءت الطامة الكبرى بتقبل الشذوذ الجنسى، بل وصل الأمر إلى تغيير مسماه من «الشذوذ» وهى كلمة صادمة وحقيقية ولكن للأسف يتم تخفيفها إلى مسمى آخر وهو «المثلية الجنسية» ثم وصل الأمر أيضًا إلى تقنين تلك العلاقات وصولًا إلى اقتحامها مؤسسة الزواج بالسماح بالزواج من أشخاص من نفس الجنس، فماذا ترى فى هذا الأمر؟.

- دعنى فى البداية أؤكد أن المسيحية واليهودية يجرمان العلاقات خارج إطار الزواج، تمامًا مثلما هى التعاليم فى دينكم، ربما تختلف العقوبات نوعًا ما ولكن فى جميع الأحوال فهذه العلاقات تعتبر خطيئة، كذلك تعرى النساء والرجال أيضًا، هذه هى الطبيعة البشرية لا شك فى هذا ولكن الإشكالية فى الغرب أتت منذ تم تقليص دور رجال الدين وقصره على الكنائس والمعابد وخروج القوانين التى يطلق عليها «مدنية» إلى النور، هذه القوانين تتبنى مبدأ يبدو فى ظاهره الخير والنبل ولكن للأسف يساء استخدامه فى أحيان كثيرة، المبدأ ببساطة هو الحرية، حرية التعبير والحديث، الحرية مقيدة فقط فى حالة أن تؤدى التصرفات المرتبطة بها إلى إلحاق أذى بصحة أو حياة الآخرين، ولكن حرية التعرى وحتى العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج يتم اعتبارهما أيضًا من الحريات، سواء أكانت تلك العلاقة مدفوعة الأجر-دعارة- أو للمتعة الشخصية باتفاق الطرفين، وللأسف أصبح ذلك يسرى أيضًا على العلاقات المثلية، عفوًا أقصد العلاقات الشاذة، فالأصل فى الأمر هو الحرية، قاتل الله هذا الفهم اللعين لهذه القيمة السامية.

-إذًا أنت لا توافق على كل ما يحدث فى الغرب؟ أشعر من عباراتك أنك لا توافق، هل أنا محق أم أننى قد أسأت فهمك؟

-لا لا، أنا لا أوافق على الإطلاق، ولست وحدى الذى يشعر بالأسى لذلك، أغلب المجتمع الغربى يرفض هذه الممارسات، لقد اتفقنا أنا وأنت صديقى العزيز أننا كبشر لدينا نفس المشاعر والقيم ولكنها الحرية الجديدة، للأسف هى من أدت بنا إلى هذا الواقع المؤلم، ولا أدرى إلى أين ستأخذنا، للأسف نحن بين نارين، لا نرغب فى عودة سيطرة رجال الدين كما كان يحدث فى العصور الوسطى، كما أننا لا نقبل الانفتاح الحالى، ولعلمك هذا التطور-أو الانهيار-ليس قديمًا، فالأمر ربما يكون قد بدأ مع دخول التقنيات الحديثة فى القرن العشرين، ولكن تستطيع أن تستطلع آراء الشعوب، ستجدهم يرفضون ما يحدث ولكن ما أخشاه أن تأتى أجيال جديدة تتقبل تلك الأمور مثلما تقبلنا نحن فكرة الزواج وتكوين الأسرة فى الماضى. وللحديث بقية