السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أميتوا الكورونا بخلع الكمامات

أميتوا الكورونا بخلع الكمامات

«أميتوا الباطل بالسكوت عنه» مقولة منسوبة لسيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وعلى الرغم من أن تلك المقولة المنسوبة له فلم ترد بهذا النص وإنما وردت بقوله «إنَّ لِلَّهِ عِبَادًا يُمِيتُونَ الْبَاطِلَ بِهَجْرِهِ، وَيُحْيُونَ الْحَقَّ بِذِكْرِهِ»، إلا أن المعنى واضح وصحيح أيضا.



هذه الأيام خلع الجميع الأقنعة الواقية وتوقف بيعها تقريبًا، كما توقف الجميع عن استخدام الكحول فى تطهير الأيدى والأشياء، أتذكر كم الهستيريا المصاحبة لبداية الوباء، العديد من المقالات تتحدث عن الفيروس وطبيعته وكم من الوقت يستطيع أن يعيش على الاسطح المختلفة بداية من الخشب والزجاج والبلاستيك مرورًا بالهواء ووصولًا إلى العملات المعدنية والورقية أيضًا، ولا أقول إن هذه الهستيريا كانت مصطنعة أو غير ذات اصل ولكن فى تقديرى فإن وسائل الإعلام المختلفة ساهمت مساهمة كبيرة فى حالة الهلع التى أصابت الجميع، نعم الفيروس قاتل فى بعض الاحيان وفى أحيان أخرى تأتى أعراضه شديدة الحدة، ولكن على الجانب الآخر قد تأتى بسيطة أو بدون أعراض على الاطلاق، حاول البعض ربط الاعراض أو احتمالية الوفاة بالنوع أو السن أو السمنة أو النحافة أو بالأمراض المزمنة من عدمه، محاولات باء أغلبها بالفشل ولكن استمرت الهستيريا فى الاتساع حتى جاء المصل الذى لم يجرب من قبل ولم يأخذ وقته لبيان أعراضه الجانبية وهنا وبعد تلك المباراة الإعلامية الصحية اللاعبة على أغلى ما يملك البشر وهى الحياة، رضخ الجميع واستسلموا للحقن مرة ومرات.

والآن وعلى الرغم من أن الكورونا لم تختفِ، وعلى الرغم من أن المصل لا يقى من الإصابة ولكن ربما يقلل من أعراض المرض، وعلى الرغم من أن المصل ليس أبدى المفعول حيث يحتاج إلى جرعات تنشيطية كل ستة أشهر فإن حال الناس اليوم أراها مثيرة للعجب، لا أحد يرتدى الكمامة ولا يستخدم المطهرات، وبالطبع لا يوجد تباعد اجتماعى ولا إغلاق، وحتى أخبار المرض والإصابات، يقابلها الجميع بحالة غريبة من اللا مبالاة وعدم الاكتراث، سواء أكانت الأخبار عن حالات فى دولة بعيدة أو لشخص من أفراد الأسرة، على الرغم من كل الإجراءات والأمصال الوقائية فإننى أرى أن نسبة كبيرة من حالة اللا مبالاة تعود إلى شدة حالة الإجهاد النفسى والعصبى التى مررنا بها فى الفترات الأولى، تمامًا مثلما تستمر فى تخويف الطفل من الفئران أو تهدده بوضعه فى غرفة الفئران وذلك لسنوات كثيرة ستجده فجأة صار إلى تلك الحالة بل وربما يأتى يوم ليرجوك فيه أن تصطحبه ليقضى بعض الوقت مع أصدقائه من الفئران المقززة.