أهمية الفكرة
الفكرة، ليست مجرد كلمة بسيطة اعتادنا على ذكرها، فالفكرة فى تعريفها هى ما يخطر على البال قبل أن يتحول إلى مرحلة التنفيذ، وللفكرة أهمية كبرى فى كل أمور الحياة، فبدونها يتحول الفعل إلى عشوائية قد تصيب وقد تخطئ بلا أى ضابط أو رابط أو احتمالية واضحة، ولكى تكتمل الفكرة يجب أن يتم تمريرها على عدة مرشحات تقوم بتقويمها وبلورتها، هذه المرشحات هى كيف وأين ومتى ولماذا، ثم يتم من خلال تلك الفكرة الناضجة وضع خطة للتنفيذ تشمل محددات ومعايير قياس النجاح أو الفشل.
دعونا نأخذ أمثلة لهذا الأمر، فعلى سبيل المثال لكى تنجح رواية أدبية أو مقال أو قصيدة غنائية يجب أن تحمل فكرة ناضجة، ثم تتم صياغتها من خلال كلمات دالة وواضحة، وفى مثال الأغنية، نجد أن نضج الفكرة وسلامة التعبيرات تساعد الملحن كثيرا فى وضع اللحن المناسب كما تساعد الموزع الموسيقى أيضا ثم تصبح مهمة المطرب فى غاية السهولة، راقب الأغانى الناجحة تجد أن الأصل هو الفكرة وهنا لا أتحدث بالطبع عن المهازل من أغانى المهرجانات وخلافه بل أتحدث عن الأغانى الراقية.
مثال آخر من مجال الاقتصاد وإدارة الأعمال، الشركات الناشئة ورواد الأعمال، ما الذى يتسبب فى فشل نسبة كبيرة منهم على الرغم من وضع كل الامكانيات الداعمة للنجاح؟ نعم إنها الفكرة، فما معنى أن تستطيع الطهى ولديك كل المقادير ولكن ما تقوم بطهيه ليس مطلوبا أو مكررا أو حتى مكروها؟، ستكون النتيجة النهائية هى الفشل ولكن وللأسف ولأن الإنسان خلق عجولا فإنه لا يستقر كثيرا عند مرحلة الفكرة وبلورتها بل ينتقل مباشرة إلى الفعل وبذل المجهود متصورا أن هذا التحرك يضمن له النجاح وهو تصور خاطئ فى أغلب الحالات.
المثالان السابقان هما مجرد عينة للتدليل على أهمية الفكرة، وللأسف الشديد قد يرى البعض إجراءات وأنشطة فيتصور أن الأمر عشوائى وغير مستند على فكرة، وصولا إلى الملحد الذى ينكر وجود الله أو يتشكك فى جدوى الحياة والخلق.
راجع كل قصص النجاح وابحث عن الفكرة وحاول استخلاصها وفهم أبعادها وأغراضها وإن لم تستطع التعرف على ذلك فلا يجب أن يساورك الشك فى وجودها ولكن تأكد أنك لم تستطع الوصول إليها وحذارى من تقليد أفكار الآخرين فالنتيجة محسومة حتى وأن طال الأمد.
