الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
أمريكا والبالون

أمريكا والبالون

خلال الأيام القليلة الماضية تناقلت وكالات الأنباء العالمية خبرًا مفاده قيام الولايات المتحدة الأمريكية من خلال سلاح الطيران بتفجير بالون صينى كان يحلق فوق الأراضى الأمريكية بحجة قيامه بأعمال رصد وتجسس، وبعد أن تم التفجير بدأت تصريحات عدد من المسئولين الصينيين فى الظهور، تتحدث عن أن هذا البالون ليس لأى غرض مما تم الادعاء به، بل إنه مخصص لبعض أعمال الرصد البيئى وأنه جنح عن المسار المرسوم له ودخل إلى الأراضى الأمريكية على سبيل الخطأ، وما هى إلا أيام قليلة حتى عادت الأخبار تتحدث عن رصد عدد آخر من الأجسام غير المعلومة والتى تم تفجير بعضها أيضًا مع بعض الإيحاءات بأن تلك الأجسام قد تكون خاصة بكائنات فضائية حيث أتت تصريحات بعض من المسئولين الأمريكان بدون نفى أو إثبات لهذا الأمر مما سمح للمزيد من الغوص فى هذا الاتجاه.



والحقيقة أن ما حدث خلال الأيام الماضية ليس جديدًا، فموضوع الكائنات الفضائية والأجسام الطائرة غير المحددة أو المعرفة UFO بدأ منذ قبل الميلاد فى نقوش وأساطير بعض الحضارات القديمة ومنها حضارة الصين أيضًا إلا أن الحديث عاد مرة أخرى مع نهايات الحرب العالمية الثانية بصورة مكثفة.

وخلال تلك الفترة دخلت علوم الفلسفة والمنطق والفلك بل وعلوم الدين أيضًا على الخط، فالكل يدلى بدلوه ويفسر الأمور من وجهة نظر علمه، البعض نافيًا والبعض مؤكدًا والكثير متشككًا وهى قضية تظهر وتخبو بين الحين والآخر، وهو ما يربطه البعض أحيانًا بوجود بعض الأسباب السياسية أو الاقتصادية كأحد أساليب الإلهاء ولفت الانتباه أو الترويع.

أما البالون الأخير فالقضية تدخل فى الصراع الأمريكى الصينى، صراع اقتصادى  بالأساس ولكن ليس فقط على مستوى المنافسة الاقتصادية الشريفة أو غير الشريفة بل قد يصل يومًا ما إلى انتقال الأمر إلى حروب مواجهة أو بالوكالة، والحقيقة أن أغلب الحروب التى نشبت عبر التاريخ البشرى كله كانت لأسباب تافهة أومختلقة بالكامل، فأصوات أفراس النهر لا يمكن أن تزعج الهكسوس فى الشمال مثلما ادعى الهكسوس يومًا ما، كما أن منطادًا صغيرًا لا يمكن أن يحدث أى أثر يذكر فى عصر السماوات المفتوحة والشبكات الممتدة ولكنها الصراعات البشرية التى لن تنتهى.