جروب الماميز

أولًا الماميز لمن لا يعرف هن الأمهات، أمهات الأطفال طلاب المدارس أو أعضاء النادى الواحد، تملأ هذه الجروبات التى يتم إنشاؤها على تطبيق الواتس آب أو الفيس بوك والغرض منها أن تقوم الأمهات بالتواصل مع بعضهن البعض بخصوص شئون أبنائهن، فجروب الماميز فى كل عام دراسى يحتوى على أسئلة و إجابات حول ما يهم- أو لا يهم- الجميع مثل السؤال عن «واجب الماث بتاع النهاردة» أو «ميعاد امتحان العربى» أو يكون السؤال عن إجابة مسألة عويصة فى منهج الدراسات،

ليس هذا فحسب بل تتحول تلك الجروبات إلى صفحة المفقودات، فنجد إحدى الأمهات تبحث عن «جاكيت ابنها الرمادى» وأم أخرى تبحث عن «العوامة الوزة بتاعة ميدو» التى فقدها أثناء تغييره للملابس بعد يوم طويل فى حمام السباحة.

ولا تخلو تلك الجروبات من الأدعية والأمنيات الدينية بداية من الإسراء والمعراج مرورًا بعاشوراء والعيدين ورمضان مع التكرار الأسبوعى لعبارة «جمعة مباركة».

تشمل الجروبات أيضًا على مفاوضات فض الاشتباك بين «منة وزميلتها فاطمة الزهراء» حول استيكة ضائعة واتهامات متبادلة أو صراع سيف وعبد الرحمن حول دراع البلاي ستيشن الضائع مع التهديد باللجوء إلى الناظر أو إلى الإدارة التعليمية ذاتها أو إلى إدارة النادى وصولًا إلى تحرير محضر فى قسم الشرطة.

فقرة الواجب المدرسى تحتوى على العجب، بعض الماميز يقمن بوضع الأسئلة المطلوب إجابتها فقط، فيما يقوم البعض الآخر بوضع الأسئلة وتظليل إجابات ابنها النابغ توتو، لكى لا يلحقه أحد أثناء ارتقائه سلم المجد.

بعض النقاشات لا تكون خاصة بالأبناء على الإطلاق فقد تبدأ إحداهن الحديث عن «وصفة جديدة لعمل الخرشوف» أو طريقة عمل كرياتين الشعر فى البيت وهو ما يحول الجروب إلى مطبخ أو صالون كوافير.

أما عن ميعاد بدء النقاشات أو ميعاد انتهائها فإنه لا توجد إجابة محددة ومن الأفضل أن نعترف بأن العرض مستمر 24 ساعة فى اليوم، فقد تقوم معركة حامية الوطيس فى الثالثة صباحًا لأن «تقى شدت سوسو من شعرها» أو لأن «وائل شتم وليد وقال له يا حمار» وهو ما يدفع بعض الأمهات- ولا أقول الماميز- إلى الخروج من تلك الجروبات إلى الأبد مضحيات بما يوجد بها من معلومات مهمة ومحدثة عن الماضى والحاضر والمستقبل أيضًا، ولكن سرعان ما يعدن إليها لإحساسهن أنهن قد فقدن صفة مهمة من صفات الماميز وهى الاهتمام بالأطفال وكل ما يخصهم.