الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
احتضار ثقافة الإلغاء

احتضار ثقافة الإلغاء

تدور هذه الأيام عدد كبير من المناقشات حول حرية التعبير وخاصة عبر شبكات التواصل الاجتماعى، فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية تتبنى وتتزعم حرية التعبير على مستوى العالم وتدفع باقى البلدان إلى انتهاج نفس النهج وعلى الرغم من أن المفهوم يبدوا براقا ولا يمكن الاختلاف عليه ولكن دائما ما يكمن الشيطان فى التفاصيل وفى أسلوب التنفيذ أيضا، فالمحتك بالشأن الأمريكى يعلم تماما أن هذا المفهوم ليس مطبقا تماما ولا فى جميع الأحوال بل يتم أيضا تطبيقه بصورة صادمة فى بعض القضايا الحساسة مثل الإلحاد والشذوذ الجنسى وبعض المجالات السياسية والاقتصادية أيضا.



انتقل الحديث اليوم أيضا إلى محاولة إنهاء ثقافة الإلغاء Cancel culture  وهى التى كان من أهم ملامحها ملاحقة من يصرح بآراء خاصة ومختلفة وصادمة وذلك من خلال أى نوع من أنواع الاضطهاد أو التضييق وللأمانة فإن هذا الأمر أيضا وإن كان البعض يعتبره نوعا من أنواع تدعيم الحريات الا أننى أعتقد أن هذا الأمر سيتم معاملته بنفس الطريقة التى عومل بها مبدأ حرية التعبير تماما ولكن ستكون التبعات فى غاية الخطورة والسوء على مناطق أخرى من العالم، لا أريد أن اعطى أمثلة لما قد ينجم جراء ذلك الأمر ولكن ببساطة يمكن توقع المزيد من الاحتقان بين الأديان والطوائف وبين العشائر المختلفة داخل الدولة نفسها وربما يشمل أيضا فئات مختلفة بين أفراد ومواطنى نفس البلد.

والحقيقة أنه لا دين ولا أخلاق ولا قوانين تسمح بالحرية المطلقة والحماية المطلقة للأفراد ليقوموا بانتهاك الثوابت والمقدسات، بل سيؤثر هذا الأمر تأثيرا شديدا على تلك المحددات وعلى القيم والتقاليد والأعراف والأديان أيضا وسيؤدى ذلك إلى المزيد الفوضى والانقسامات والصراعات ولا أدرى كيف سيتم معالجة هذا الأمر وخاصة أن البعض قد بدأ بالفعل فى استغلال تلك المبادئ لتحقيق أغراض اقتصادية منها ما أعلنه ايلون ماسك مالك شركة تويتر من أن الشركة لن تقوم بمنع اى محتوى كما تدعو لى حماية أصحاب المحتوى وضمان عدم ملاحقتهم أو التضييق عليهم.

فصل جديد من فصول العبث بمبادئ حقوق الإنسان ومن ذكر الحق المراد به الباطل ولا حول ولا قوه إلا بالله.