الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الدماء الطاهرة للشهداء الأبرار

الدماء الطاهرة للشهداء الأبرار

فى شهر مارس من كل عام تحتفل الدولة المصرية «بيوم الشهيد»، والشهادة فى سبيل الله هى أعظم درجات الارتقاء لكل من دافع عن وطنه وأرضه وعرضه، والشهيد يرتقى بروحه وجسده حتى يصل إلى الفردوس الأعلى من الجنة.



فى كتاب الله الكريم أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم آيات كثيرة تتحدث عن الشهداء وعظيم الأجر والثواب الذى أعدّه الله لكل من استشهدوا فى سبيله، فقال تعالى«وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ  بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ» وتفسير معنى الآية الكريمة ولا تقولوا -أيها المؤمنون- فيمن يُقتلون مجاهدين فى سبيل الله: أنهم أموات، بل هم أحياء حياة خاصة بهم فى قبورهم، لا يعلم كيفيتها إلا الله، ولكنكم لا تُحسُّون بها. وفى هذا دليل على نعيم القبر.       

  وفى آية أخرى يقول المولى« وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ» وتفسير الآية ولئن قُتِلتم - أيها المؤمنون- وأنتم تجاهدون فى سبيل الله أو متم فى أثناء القتال، ليغفرن الله لكم ذنوبكم، وليرحمنكم رحمة من عنده، فتفوزون بجنات النعيم، وذلك خير من الدنيا وما فيها. 

وفى الآية الشهيرة فى قوله تعالى «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا  بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» وتفسير هذه الآية مخاطبا نبيه ورسوله الكريم ولا تظنَّنَّ -أيها النبي- أن الذين قتلوا فى سبيل الله أموات لا يُحِسُّون شيئًا، بل هم أحياء حياة برزخية فى جوار ربهم الذى جاهدوا من أجله، وماتوا فى سبيله، يجرى عليهم رزقهم فى الجنة، ويُنعَّمون فيها يرزقون النعيم العظيم. 

ويأتى قوله تعالى «فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ» تجسيدًا لحال كل الشهداء بعد أن عَمَّتهم السعادة  ومَنَّ الله عليهم، فأعطاهم مِن عظيم جوده وواسع كرمه من النعيم والرضا ما تَقَرُّ به أعينهم، وهم يفرحون بإخوانهم المجاهدين الذين فارقوهم وهم أحياء؛ ليفوزوا كما فازوا، لِعِلْمِهم أنهم سينالون من الخير الذى نالوه، إذا استشهدوا فى سبيل الله مخلصين له، وأنه لا خوف عليهم فيما يستقبلون من أمور الآخرة، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا.      

   وفى الآية الأخيرة التى أذكرها فى هذا المقال قوله تعالى« فَلْيُقَاتِلْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ  وَمَن يُقَاتِلْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا» وتفسير الآية الكريمة أن من يجاهد فى سبيل نصرة لدين الله، وإعلاء كلمته، يبيعون الحياة الدنيا بالدار الآخرة  فقد أعد الله لهم ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. 

هنيئًا لشهداء هذا الوطن من رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة البواسل الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم الطاهرة الزكية من أجل الحفاظ على حدود الوطن وأمنه الداخلى وقد شرفت على مدار العامين الأخيرين من خلال زيارات مستمرة إلى شمال سيناء مع رئيس إقليم القناة وسيناء الثقافى اللواء محمد نبيل أن التقيت بعدد كبير من أسر وأبناء وزوجات الشهداء خاصة من نالوا الشهادة فى سيناء وتحديدًا فى مدينة العريش التى شهدت أعنف العمليات الإرهابية بعد عام ٢٠١١.. وهم: 

زوجة الشهيد اللواء شرطة محمد سلمى السواركة السيدة عايدة السواركة عضو مجلس النواب، وزوجة اللواء الشهيد  محمد هانى السيدة هالة سليم، والدة الشهيد مؤمن نعمان، والدى الشهيد عمرو وهيب، والد الشهيد النقيب عاصم أحمد حسن، زوجة الشهيد اللواء هشام محمد محمود، والد الشهيد جندى بطل أحمد حامد محمد، زوجة الشهيد أمين شرطة أول أحمد محمد عبد الله (الشهير بأحمد المصري)، والد الشهيد الرائد عمرو شكرى السيد، زوجة الشهيد أحمد محمد عبد الستار، ابنة الشهيد الرائد محمد محمود عطية بهنساوى، والدة الشهيد النقيب مؤمن عادل عبد المجيد، زوجة الشهيد  الرائد محمد محمود فتحى، زوجة الشهيد أمين شرطة على عبد المعاطى، زوجة الشهيد رقيب أول محمد زايد محمد، زوجة الشهيد مساعد أول جلال محمد سليمان وغيرهم الكثير من الصابرين الذين قدّموا أبناءهم للوطن، والغريب أن معظم هؤلاء الأسر على استعداد أن يقدموا أبناءهم جميعًا للدفاع عن مصر بأرواحهم ودمائهم الطاهرة الزكية.. تحية إلى أرواح الشهداء الأتقياء الأنقياء وتحية لكل الرجال السائرين على الحق والعدل وحب الوطن.  تحيا مصر.