الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حوار مع صديقى الغربى (3)

حوار مع صديقى الغربى (3)

بعد أن تجرأت وناقشت صديقى الغربى فى بعض الأمور الشائكة مثل موضوع الشذوذ الجنسى ونظرة الغرب والشرق له وتعرفت على وجهة نظره فى الأمر وفى الشعارات التى يتم الترويج من خلالها، شعرت بأنه يرغب فى استكمال الحديث فى بعض الأمور الشائكة فبادرته قائلا:



- صديقى العزيز، الآن أشعر بارتياح لتقارب وجهات النظر حول موضوع الشذوذ الجنسي، فحديثك ووجهة نظر الغرب غير المعلنة أو فلنقل غير الواضحة لنا فى الشرق جعلت شعورى يزداد بأننا بشر متشابهون ولسنا من كواكب مختلفة كما يشعر البعض، واسمح لى بمناسبة هذا الشعور بأن أقول إننى أحس بأن لديك سؤالًا أو بضعة أسئلة ولكن تخشى أن تسألنى إياها، فإن كان الأمر كذلك فأرجوك أن تسأل بلا أى حرج، فلا حياء فى العلم والمعرفة.

- شكرًا جزيلًا صديقى العزيز، أشكرك على مشاعرك وفهمك وإحساسك بما أحتاج إلى السؤال عنه، والحقيقة أن سؤالى ربما يكون شائكًا ولكن سماحتك وتفهمك يشجعانى على البوح به وكلى ثقة فى أن السؤال لن يفسد للود قضية، سؤالى ببساطة عن صورة الإسلام لدينا، فهذا الدين يرتبط ببعض الممارسات الوحشية والإرهابية، بالطبع البعض لا يعتبره دينًا ولكنه نوع من الاختلاق ولكن هذا أمر آخر، دعنا نتحدث عن الأمر الواقع، دين يؤمن به  نحو 1.9 مليار إنسان لا بد من أن ثمة أمرًا أو أمورًا جذبتهم إليه، ولكن صورته المنقولة إلينا ليست على ما يرام، أرجو أن تتقبل اعتذارى وأن تتغاضى عن السؤال إن كان محرجًا، عفوًا مرة أخرى.

- لا يا صديقى العزيز، لا إحراج على الإطلاق، الدين فى الأصل معتقد وإيمان، ولا حجر على معتقد ما دام فى حدود الحرية الشخصية، تذكر حوارنا الماضى حول احترام حقوق المثليين، ولكن الأمر هنا مختلف ومعقد إلى حد ما، أولًا الحديث والجدل حول صحة الدين من عدمه أعتقد أنه أمر خارج نطاق الحوار، القرآن الكريم يتحدث عن هذه المزاعم كما يقول الله بحرية الاعتقاد «من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، ولكن تبقى دائمًا إشكالية هذا الدين فى فهمه وبالتحديد فهم ما يطلق عليه مقاصد الشريعة.

-ما معنى مقاصد الشريعة؟

- لهذا الدين- كما لكل الأديان- مجموعة من المحددات أو الأطر العامة التى يجب ألا يخرج الدين عنها فى القول أو فى العمل، دعنى أسالك: ما رأيك فى محددات حفظ الدين والنسل والعقل والعرض والمال ومنع الضرر وتحقيق الفائدة؟

- أمور رائعة لا خلاف عليها.

- تلك هى مقاصد الشريعة الإسلامية وهى مقاصد كل الأديان السماوية بل أزيد وأقول إنها مقاصد أى منهج موضوع ولكن كما قلت لك فإن الإشكالية تكمن فى التفسيرات والتفاصيل.

-إعطنى مثالًا.

- سأعطيك لمحة بسيطة لأن الأمر يحتاج إلى نقاشات مطولة ولكن لك أن تتخيل حجم الانقسام، فالبعض يعتبر أن سبب تخلف الشرق هو عدم اتباع تعاليم الإسلام فيما يرى البعض الآخر أن اتباع تلك التعاليم هو سبب التخلف والتراجع.

- يا إلهى.

للحديث بقية