الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حوار مع صديقى الغربى «4»

حوار مع صديقى الغربى «4»

خلال اللقاءات السابقة تحدثت مع صديقى الغربى فى عدة أمور شائكة بدأت بها سلسلة الحوارات وفى كل مرة كنت أضع يدى على قلبى خيفة أن يتحول النقاش إلى صراع أو مشاجرة وهو ما لم يحدث ولله الحمد، توقعت ذلك فى الحديث عن نظرتنا للغرب ونظرة الغرب لنا، كما توقعت ذلك فى أثناء الحديث عن الحريات الجنسية والممارسات الشاذة، أو فى أثناء الحديث عن الأديان، ولأننى معنى بالأساس بعصر المعلومات وما أحدثه من تغييرات جذرية فى أنماط الحياة والاتصال بين البشر، رافعا حواجز الزمان والمكان وحاجز اللغة أيضا، رغبت فى الحديث عن إشكاليات معتادة مثل إدمان استخدام شبكات التواصل الاجتماعى وتفكك الأسرة والألعاب الالكترونية والأخبار الكاذبة والمغلوطة ولكننى وجدت أن إجابات تلك الأسئلة ستأتى بالتوافق مثلما كان الأمر فى الأحاديث السابقة لذا ركزت سؤالى عما رصدته من عدم قدرة تلك الأدوات على تقريب الثقافات وتعارفها بشكل متكامل وهنا وجدتنى أسأله السؤال التالي:



- صديقى العزيز، انت تعلم أن عدد مستخدمى شبكة الانترنت قد تخطى الخمسة مليارات إنسان على وجه الارض من أصل ثمانية مليارات، وأن اعداد مستخدمى تطبيق واحد من تطبيقات شبكات التواصل الاجتماعى قد وصل الى حوالى ثلاثة مليارات مستخدم، ومع ذلك لا أشعر أننا نستخدم هذا التطبيق بالصورة المثلى، لا أتحدث عن الفوائد المرتبطة بالمعلومات وصحتها أو بالأعمال الالكنترونية وغيرها ولكننى أتحدث عن استخدامه فى التواصل بين البشر من البلدان المختلفة والثقافات واللغات المختلفة، فهل توافقنى على هذا؟

- للأسف الشديد ما تقوله صحيحا، فأنا باستعراضى لقائمة الأصدقاء لدى أجد أن أغلب الأصدقاء يأتون من الغرب حيث أنتمى ولا أجد أصدقاء من مناطق بعيدة من العالم -كالشرق- إلا نادرا، وأعتقد أنك بملاحظة قوائم الأصدقاء لديك ستجد الأمر ذاته مما يجعل هذا التطبيق يمكن أن نصفه بأنه يتكون من عدة فقاعات، كل فقاعة تحتوى على مواطنى دولة ما مع القليل من الاستثناءات، فالمصريون يتحدثون إلى المصريين والإنجليز يتحدثون إلى الإنجليز وربما بعض الأمريكان، كما اندولة مثل الصين قامت بمنع التطبيق تماما وأنشأت لها تطبيقا مشابها يجمع مواطنى دولتهم معا وفى الحقيقة أن البشر يخسرون فرصا كبيرة للتواصل مع أقرانهم من دول أخرى ولا أدرى على وجه التحديد ما هى الأسباب، ربما تكون الصورة الذهنية المسبقة عن مواطنى الشرق هو ما يدفعهم الى عدم التواصل معهم بالقدر الكافى، ولا أقول ذلك على مستوى الصداقة وحسب بل على مستوى المجموعات العامة Public Groups أيضا، ربما تكون اللغة حاجزا أو هكذا كانت قبل استحداث أساليب الترجمة الفورية بين اللغات وربما توجد أسباب أخرى لا أعلمها ولكننى أتفق معك تماما فى أن هذه ملحوظة ذكية وحقيقية تماما وهى تسبب فى فقداننا جميعا لفرص كثيرة فى تلاقى الثقافات وتبادل المعلومات والمشاعر الإنسانية أيضا وهو ما يجعل حوارنا معا فى غاية الأهمية لتحريك المياه الراكدة وإطلاق صرخة انتباه ربما يلتفت إليها البعض ويبدأون فى استغلال إمكانات الشبكة فى كسر هذا الحصار الافتراضى ومحاولة الخروج خارج تلك الفقاعات المتجاورة والمنعزلة.

وللحديث بقية