برطوس الجميع
خلال طفولة جيلى كان الشارع هو أحد الملاذات الآمنة للأطفال حيث اللعب والتسلية مع الأصدقاء من أطفال الجيران أو زملاء الدراسة، التواجد فى الشارع كان مقصورًا على فترة الإجازة الصيفية التى كانت تمتد إلى ثلاثة أشهر أو أكثر،أما فى فصل الشتاء حيث البرودة والدراسة فإن الشارع لم يكن متاحًا للعب إلا فى مساء يوم الخميس على اعتبار أن يوم العطلة هو يوم الجمعة، وفى الحقيقة أن الألعاب كانت بسيطة ولكن مبهجة للغاية بلا أدوات تقريبًا، يأتى على رأسها لعبة الاستغماية الشهيرة أو برطوس الجميع أو لمس الحمام ، بعض الألعاب الأخرى كانت تحتاج إلى إصبع من الطباشير وحجر واحد «الأولى» أو باستخدام كرة مثل صيادين السمك والسبع طوبات.
هذا بالإضافة بالطبع إلى لعبة كرة القدم باستخدام حجرين كبيرين للإشارة إلى المرمى حيث يستخدم كل فريق حجرين لبناء مرماه، أو الاكتفاء بمرمى واحد وتسمى «جون الجميع». استخدام الكرات الملونة «الباب» كانت من الألعاب الأخاذة التى حملت بهجة لا توصف.
النبلة وبندقية الرش كانت مستويات متقدمة فى المهارة وفى السن أيضًا وكانت النتيجة هى اصطياد عدد من العصافير واستخدام سكين للذبح الفورى، أو سنارة يدوية الصنع و بعض من دود الأرض أو قطع الخبز للاستخدام كطُعم.
ألعاب الورق «الكوتشينة» وألعاب الذكاء «الشطرنج» كانتا من ضمن البهجة ومعهما العاب الزهر كالسلم والثعبان والليدو والطاولة.
هذا بالإضافة إلى ألعاب البنج بونج والبلياردو واللذان انتشرا فى الشوارع فى فترة ممتدة من أواخر الثمانينيات إلى منتصف التسعينيات تقريبًا ثم اختفتا تمامًا.
كان هذا قبل عصر التكنولوجيا بظهور ألعاب الأتارى والفيديو جيم على شاشات التلفاز أو الألعاب الإلكترونية الصغيرة يابانية الصُنع مثل الجيم اند ووتش ثم جاء عصر الحاسب الآلى وألعابه الأولى المتواضعة وصولًا إلى الألعاب الإلكترونية المتطورة عالية الجرافيكس وصولًا إلى البلايستيشن واللعب من خلال شبكة الإنترنت.
وبالرغم من هذا التطور الكبير المبهج، إلا أن الألعاب البدائية لا تزال تحمل بهجة لا يمكن وصفها وتترك فى النفس أثرًا لا نزال نتذكره بعد مرور عشرات السنين.