الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الجودة فى علامات الإعجاب

الجودة فى علامات الإعجاب

من أحد أهم أسباب ومحفزات استمرار شبكات التواصل الاجتماعى هى تلك النشوة والسعادة اللتان تمنحهما لمستخدميها فى كل مرة يقومون بوضع منشورات على صفحاتهم الخاصة، فالتفاعلية العالية ثنائية الاتجاه تختلف كثيرًا عن التواصل أحادى الاتجاه الذى وفرته وسائل التواصل الأخرى فى زمن ما قبل عصر المعلومات من إذاعة و تلفاز باستثناء المكالمات التليفونية، ولذلك فإنه لأسلوب التواصل الحالى سحر لا يقاوم.



من عوامل الجذب أيضًا ما نراه من إمكانية التفاعل مع مشاهير المجتمع وكبار المسئولين بصورة لحظية ربما لا تتاح تلك الفرصة فى غالبية الحالات إلا لأقل القليل منهم، ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب ،بل تلعب شبكات التواصل الاجتماعى على أحد أهم و أقوى الغرائز الإنسانية ألا وهى حب الشهرة والإعجاب والقبول وذلك من خلال التعليقات وعلامات الإعجاب المختلفة وعدد المتابعين وهو ما يدفع البعض إلى اللهاث وراء زيادة تلك الأرقام بأى صورة من الصور وبأى أسلوب من الأساليب، فربما يقوم البعض بوضع صور ملفتة لملفه الشخصى أو يقوم بنشر أخبار كاذبة أو غريبة أو الإكثار من المزاح أو الحديث فى قضايا الشأن الجارى التى يعرف أنها محل اهتمام غالبية المستخدمين بغض النظر عن اهتمامه هو شخصيًا بتلك القضايا من عدمه وهو ما يجعله أحيانًا يلجأ إلى زيادة إمكانية وصول المنشورات من خلال دفع مبالغ مالية لإدارة تلك التطبيقات أو زيادة أعداد المتابعين الوهميين أيضًا.

والحقيقة فإننى قد تأملت أساليب الجذب المختلفة فوجدت أن الصورة أهم من الكتابة والكتابة القصيرة الساخرة أهم من الطويلة بغض النظر عن باقى الاعتبارات الأخرى الأكثر أهمية إلا أن  كل المعايير السابقة بالرغم من أهميتها أحيانًا إلا أنها تفتقد إلى عنصر آخر أهم بكثير ألا وهو عنصر الجودة Quality  أى جودة المشاركين بتعليق أو بإضافة علامة إعجاب، ففى أحيان كثيرًا فإننى أجد أن تعليقًا واحدًا من شخص عزيز أو ذي علم وفكر أهم بكثير جدًا من عشرات أو مئات التعليقات وعلامات الإعجاب التى تأتى من أشخاص لديهم شخصية مسطحة أو جهلاء تمامًا ولكن للأسف فإن الجودة هى العنصر المفقود فى حالات كثيرة فى العالم الرقمى الافتراضى داخل شبكات التواصل الاجتماعى وفى خارجها أيضًا..