السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
روزاليوسف  سنة أولى سياسة!

روزاليوسف سنة أولى سياسة!

كان الأستاذ «حبيب جاماتى» أول من استعانت به السيدة روزاليوسف بعد أن رفض الأستاذ «محمد التابعى» أن يقترب بالكتابة فى السياسة!



وللأسف الشديد لا توجد معلومات كافية عنه، وكل ما استطعت العثور عليه من معلومات هو أنه - حبيب جاماتى - صحفى وأديب وروائى ومؤرخ لبنانى، ولد فى لبنان ثم هاجر إلى مصر ليعمل صحفيًا ومترجمًا، وأصدر العديد من المجلات مثل «الشهرة» و«لبنان الفتى» إلى أن استقر به المقام فى مجلات دار الهلال، وعرفه القراء فى بابه الصحفى الممتع «تاريخ ما أهمله التاريخ»!! كما أصدر العديد من الكتب ومنها «بين جدران القصور» و«مصر الأقدمين» و«الضحايا» أقاصيص متفرقة من أحداث تاريخية و«أغرب ما رأيت» و«تحت سماء المغرب» وغيرها!

وأعود إلى ذكريات السيدة روزاليوسف التى تقول:

والأستاذ جاماتى رجل خدوم إلا أنه من أصحاب «اللحسات”، ولحسته خفيفة الدم، كان وديعا كالحمل مادمنا لا نتكلم فى السياسة، أما إذا أخذت أشير عليه بما يجب أن يعلق عليه من الأخبار السياسية، فإنه يهيج ويركبه ألف عفريت ويذكر «الشو» و«العمى» وملحقاتهما، وأثور أنا بدورى ويركبنى ألف عفريت بحكم العدوى وتمتد أيدينا إلى شد الشعور، فإذا انتهينا عدنا وادعين متصافين يشرب كل منا نخب صاحبه فى كوبه من ماء القلة، وما أردته يكون!

وكان يحدث أحيانا أن يجيىء مقال الأستاذ «نجيب جاماتى» أقصر من الخبر المخصص له، فأطلب من التابعى أن يتمم الفراغ بتعليق سياسى، وهنا يصرخ ويحتج ويرفض الاقتراب من بحر السياسة بإباء وشمم!

وكان جاماتى ينقطع أحيانا عن الكتابة لاشتغاله بمهام أخرى، فلم يكن لى بد من أن أعتمد على غيره!

فمن «جاماتى» إلى «محمد أبوالعز» إلى «رمزى نظيم» إلى «عبدالمجيد حلمى» إلى أسعد لطفى إلى أحمد عبدالرحمن قراعة إلى عبدالرحمن نصر، كان يجرى التناوب فى كتابة القسم السياسى بالمجلة فى كل أسبوع.

وهذا القسم السياسى لا يتجاوز الصفحة أو الاثنتين فى كل عدد، هذا وصديقى التابعى واقف يتفرج علينا ويجود علينا بالنكتة الظريفة كلما تحركت عليه أوجاع النكتة!

وكان القسم السياسى ينحصر فى تعليقات خفيفة على أهم الحوادث السياسية فكان موقفنا من السياسة كموقف الذى ينوى الاستحمام فى البحر مدفوعًا برغبة شديدة فيلبس «لباس البحر» ثم يتقدم إلى الموج، فإذا غمر الماء قدميه تراجع واكتفى من الاستحمام والسباحة «بالبطبطة» وغسيل الوجه ورش الماء على الرأس ثم قراءة الفاتحة والرجوع إلى الكابتن! وتمضى روزاليوسف قائلة: وفى العدد 25 الذى صدر بتاريخ 21 ابريل سنة 1926 ظهر أول مقال سياسى لى وعنوانه «فى محكمة الجنايات.. ملاحظات ممثلة وصحفية» ومحكمة الجنايات هنا هى المحكمة التى عقدت محاكمة «أحمد ماهر» و«محمود فهمى النقراشى» وكانا فى عداد المتهمين بمقتل السردار الإنجليزى، أما الدفاع فكان ينهض به عدد كبير من المحامين الوفديين وعلى رأسهم «مصطفى النحاس» و«مكرم عبيد» وكان معروفا أن «سعد زغلول» يشترك فى تحضير الدفاع فى سهرات طويلة تعقدها هيئة الدفاع فى بيت الأمة!

وكانت ملاحظاتى ملاحظات فنانة لها عين متفحصة وتعليقاتى تعليقات صحفية تعودت أن تدس أنفها فى كل شق، وأذكر أن نصيب المستر «كرشو» المستشار ورئيس الجلسة كان وفرًا من لذعاتى!

وأسرع بتسجيل عاطفة الفرح والزهو التى أحسست بها حينما تلقيت دعوة الحكومة لحضور هذه المحاكمة باسم «روزاليوسف السياسية»، وكانت هذه العاطفة أول مكسب خرجت به من اشتغالى بالسياسة!

وللذكريات بقية!