الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
طعم كل يوم

طعم كل يوم

فى طفولتنا السعيدة فى الزمن الجميل أكاد أجزم أن لكل يوم من أيام الأسبوع كانت هناك رائحة مميزة ومذاق مختلف، الجمعة نجد رائحة البخور فى الصباح ورائحة المسك فى المساجد ثم رائحة الطبخ فى المنازل بعد ذلك،



أما يوم السبت الذى يعتبر أول أيام الأسبوع فى الدراسة والعمل فالمذاق مختلف، حالة من النشاط وعودة لملاقاة الأصدقاء من زملاء الدراسة، يوم مختلف فالجداول الدراسية مشحونة ومكتظة، نعود إلى المنازل بالكثير من الواجبات المنزلية وبعض المتطلبات المدرسية، جلاد أزرق أو بنى مع فرجار أو منقلة، فى السهرة كان برنامج نادى السينما، نشاهد الفيلم ولا نعبأ كثيرًا بالتحليل الفنى وكلام الضيف، فى مراحل تالية اكتشفنا أن هذا ربما يكون أهم من مشاهدة الفيلم نفسه، يوم الأحد نكون قد اعتدنا قليلاً على الدراسة، اليوم المفتوح فى التليفزيون، نغبط الأصغر سنًا ممن لم يلتحقوا بالمدرسة بعد، الشوارع خالية نوعا ما، فالكثير ان لم يكن أغلبية المحال مغلقة، فذلك اليوم هو بديل يوم الجمعة، فى المساء نشاهد جولة الكاميرا وبرنامج العالم يغنى، اما يوم الاثنين فالأمر مختلف، الشوارع أكثر ازدحاما فالمحال عادت إلى العمل جنبا إلى جنب مع المدارس، وهو أول يوم للبنوك أيضا، لم نكن نفكر فى قص الشعر فى هذا اليوم، فجميع الصالونات مغلقة، اما يوم الثلاثاء فهو اليوم الأول لاكتمال جميع الاعمال- محال وبنوك وصالونات حلاقة- مع المدارس والجامعات، البرامج التليفزيونية كانت تعطى كل يوم طعمًا خاصًا، ليس كل يوم فقط ولكن كل ساعة من ساعات اليوم الواحد أيضًا.

أما يوم الأربعاء فالبهجة شديدة، نقترب من نهاية الأسبوع، برنامج اخترنا لك ينتظرنا فى نهاية اليوم، الخميس هو الأكثر بهجة، فاليوم التالى هو الجمعة، العطلة الأسبوعية مرة أخرى، يوم الخميس يحتوى على جدول دراسى بسيط وخفيف، الكثير من حصص الألعاب والمجالات، بعد انتهاء اليوم الدراسى يبدأ اللعب، البعض كان يبدأ فور الانتهاء مؤجلا عمل الواجبات المدرسية إلى نهاية يوم الجمعة، فيما كان يقوم البعض الآخر بتوزيع عمل الواجب على ما تبقى من اليوم بالإضافة إلى يوم الجمعة، البعض الآخر كان ينكب على الانتهاء منها وربما يلحق مسرحية السهرة أو الفيلم الأجنبى على القناة الثانية من خلال برنامج أوسكار، فى مراحل تالية أصبحت الخروجة الكبيرة فى هذا اليوم، كان مسموحًا لنا بالسهر، شريطة أن نستيقظ فى اليوم التالى قبل أذان الظهر لنلحق بصلاة الجماعة، وهكذا تمر عجلة الأسبوع تلو الأسبوع ولا أكون مبالغا أن أقول إننا كنا نعرف اليوم من دون أن ننظر إلى نتيجة حائط أو نسال أحدا.