الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
الاستراتيجية الأمريكية للأمن السيبرانى

الاستراتيجية الأمريكية للأمن السيبرانى

أصدر الرئيس الأمريكى جو بايدن منذ أقل من أسبوع «الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبرانى»، وذلك لحماية الأهداف والمصالح الأمريكية ضد الهجمات السيبرانية المختلفة وعلى رأسها هجوم الفدية Ransomware Attack، والذى كبد العديد من الشركات والمؤسسات مبالغ مالية طائلة إضافة إلى تعطيلها عن العمل لمدد كبيرة.



الوثيقة المكونة من أربعين ورقة تحتوى على خارطة طريق بالتشريعات والتعليمات التنظيمية المفترض إقرارها وتطبيقها لضمان أداء الأعمال بأعلى درجة ممكنة من الأمان والاستمرارية، وهذا لا يعنى أن الولايات المتحدة الأمريكية تفتقد إلى تلك التشريعات والقواعد المنظمة، ولكن تتضمن الاستراتيجية مراجعة التشريعات الحالية وجعلها أكثر صرامة ودقة،  كما ستشمل التركيز بصورة أكبر على مراقبة ومتابعة الشركات والمؤسسات فى تطبيق تلك الإجراءات مع التوقع للمزيد من الغرامات فى حالة التراخى أو التطبيق الجزئى أو غير متماسك.

وفى هذا الصدد قالت كيمبا والدن، مديرة الأمن السيبرانى القومى الأمريكى وهو منصب مستحدث منذ سنتين فقط: إن تلك الاستراتيجية تشاركية بين الجميع كما أنها ستضع المزيد من المسئولية والمجهود على شركات التقنية العاملة فى مجالات الأمن السيبرانى، والغريب أن الحديث عن هذه الاستراتيجية قد تضمن أيضًا الإعلان عن أن الصين هى العدو الخارجى الأول، صاحب أكبر عدد من محاولات الهجوم والاختراق الناجحة وغير الناجحة وأيضا هى الأولى فى تكبيد الاقتصاد الأمريكى لخسائر ناجمة عن تلك الممارسات.

والمعنى والدرس المستفاد من الإعلان عن تلك الاستراتيجية يعرفه ويفهمه المتخصصون لأنه ببساطة يعنى أن قوانين وإجراءات تأمين الشبكات والمعاملات هى قوانين متغيرة ويرتبط معدل هذا التغيير بذلك الخاص بالتقنيات الحديث وأساليب الاختراق وغيرها من أشكال الجرائم الإلكترونية, وهو ما يتطلب مراجعة التشريعات القائمة وتعديلها بصورة دورية وكذا أيضًا سرعة الاستجابة لإضافة تشريعات جديدة تنظم الأمور فى المجالات الحديثة, ومنها: تطبيقات الذكاء الاصطناعى الحديثة والتى يعرف المتخصصون وغير المتخصصين كم هى متجددة وقابلة للتغيير بسرعة لا يمكن أن تقارن بمعدلات التطور فى المجالات الطبيعية العادية.