الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الدكتور ماركو يوسف ذكى

الدكتور ماركو يوسف ذكى

سعادتى لا توصف عندما أشاهد عالمًا أو طبيبًا أو باحثًا فى علوم الطب ينجح فى الكشف عن علاج أحد الأمراض الصعبة التى أنهكت وضربت أجساد المصريين فى عصور ماضية. 



تجاربى مع المستشفيات صعبة للغاية، لا أريد أن أحكيها، كلها تجارب بالفعل مريرة وصعبة فى كثير من الأحيان.. لكننى استفدت كثيرًا دون شك فى معظم حياتى الشخصية والعملية بسبب تلك التجارب.. على سبيل المثال تأكدت تمامًا أن الصحة ثروة عظيمة من الله ونعمة كبيرة لا يشعر بها الكثير من الناس، والحق أقول: إن الحرام وأكل الحرام يأخذ من البشر نعمة الصحة، فنجد كثيرًا من خلق الله عندهم الملايين والمليارات وأكثرهم مرضى يأكلون بحساب ويشربون بحساب ويود الواحد منهم أن يأخذ الله ملياراته ويرد عليه صحته. 

دخلت أحد أكبر المعاهد العلاجية فى مصر، لفترة كبيرة مع أقرب الناس لى منذ عشر سنوات.. خرجت من التجربة أن أصبحت أعانى من حساسية مفرطة عندما أمر مرور الكرام بجوار هذا المستشفى.. التجارب والقصص ما أكثرها ولا أريد أن أخوض فيها لأنها مؤلمة بالفعل ومعظم الناس تمر بمثل هذه الظروف. 

كانت الحملة القومية للقضاء على فيروس سـى والكشف عن الأمراض السارية مبادرة  عظيمة للقيادة السياسية ويكفى أن رئيس الجمهورية نظر بعين الاعتبار لإصلاح ما أفسدته المبيدات والهرمونات فى أكباد وأجساد المصريين منذ زمن وأصبح القضاء على الفيروسات الكبدية من أهم إنجازات الجمهورية الجديدة فى السنوات الأخيرة، حيث تم الكشف على أكثر من ٥٠ مليون مصرى، وتوفير العلاج اللازم لهؤلاء البسطاء وغيرهم من الشعب حتى تصبح مصر خالية من فيروس سى وهذا هدف استراتيجى للدولة المصرية. 

 من الأخبار المفرحة عند زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى المنيا الأسبوع قبل الماضى أن كرّم، خلال زيارته عددًا من الشخصيات المتميزة فى جميع المجالات من أبناء المحافظة ومن بين المُكرمين هذا العالم الباحث النابغة الدكتور ماركو يوسف ذكى، أول باحث مصرى بالصعيد من أبناء كلية الصيدلة بجامعة المنيا، والحاصل على جائزة نيوتن البريطانية كأول مصرى يفوز بالجائزة بعد اختياره وثلاثة باحثين آخرين من بين 144 باحثًا فى مجال مكافحة سرطان الكبد ،هذا الشاب استطاع أن يكتشف الجين المسئول عن سرطان الكبد والحديث عن الكبد وأكباد المصريين وتحديدًا فى القرى والنجوع المصرية فى الوجهين البحرى والقبلى حديث شرحه يطول وله شجون مع أقرب من نحب فى هذه الحياة. 

«ماركو» هذا الطبيب الشاب الجميل خصص نصف مبلغ الجائزة فى استكمال أبحاثه حول الكبد أملًا فى التخلص نهائيًا من سرطان الكبد فى مصر والعالم، وتبرع بنصف الجائزة الآخر لكلية الصيدلة فى الجامعة التى تخرج فيها بالمنيا. 

العالم والباحث الواعد الدكتور ماركو يوسف ذكى التحق بكلية الصيدلة فى جامعة المنيا 2004 وحصل على درجة البكالوريوس عام 2009 ثم درجة الماجستير فى 2014 من جامعة المنيا وفى 2015 انضم للباحثين بجامعة نيوكاسل بانجلترا واهتم وأجرى أبحاثًا تتعلق ببيولوجيا سرطان الكبد، وتمكن من تطوير مشروع حول البيئة الميكروبية للكبد، ومحرك سرطان الخلايا الكبدية أثناء تواجده بجامعة نيوكاسل بإنجلترا، وكان يهدف مشروعه لاكتشاف وسائل مبتكرة لوقف انتشار هذا المرض اللعين سرطان الكبد. 

مصر ولادة وبها من الباحثين والعباقرة الكثير والكثير فى كل المجالات.. فقط تتاح لهم البيئة السليمة لاستكمال أبحاثهم واختراعاتهم لتنطلق مصر إلى العالمية بعيدًا عن البيروقراطية والتعقيدات الحكومية. 

 الطبيب المصرى أكد فى أحد تصريحاته، أن ربع مصابى السرطان فى مصر للأسف مصابون بسرطان الكبد، والسبب الرئيسى فى هذه الإصابات الالتهاب الفيروسى سى، والدولة قامت بمبادرة عظيمة لمكافحة هذا الفيروس وتمضى بنجاح حتى نستطيع التخلص من مرض خطير أكل أكباد معظم المصريين.

 تحيا مصر.