السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
قراءة كتاب واحد

قراءة كتاب واحد

إشكالية القراءة فى العالم العربى هى إشكالية قديمة، تفاقمت بالفعل من انتشار شبكات التواصل الاجتماعى، وتطبيقات الأخبار العاجلة، ووجود مقاطع مصورة أو صوتية تشرح مختصر الكتب أو تسردها بالكامل،



بالطبع تلك التقنيات تساعد فى زيادة الثقافة والمعرفة بالأسلوب الجديد المناسب للعصر وسرعته وذائقة أهله من الشباب والنشء ولكن يبقى الكتاب الورقى الكامل متربعًا على عرش المعرفة بلا منازع، على الأقل فى الفترات الأولى من حياة القارئ أو المثقف، فقراءة كتاب واحد لا بد وأن تحدث فرقا كبيرا، على الأقل ستستمتع بالكتاب، إن لم يحفزك هذا لقراءة كتب أخرى، فإن كم المعرفة المتحصل عليها من هذا الكتاب الواحد ستكون مبهرة، أشاهد الكثير ممن يطلق عليهم الإعلام لفظ «خبراء»، وينتشرون بين القنوات الفضائية والاستوديوهات الأنيقة كل ليلة، يتحدثون فى موضوع أو أكثر بأحاديث سطحية، عبارة عن مجموعة من الأكلاشيهات المحفوظة أو عناوين الصحف، البعض يحن إلى أسلوب موضوعات التعبير أو الإملاء التى كنا نكتبها فى المرحلة الابتدائية، الكثير من الكلام والقليل من المعرفة، ببساطة تستطيع أن تكتشف وتتبين أن لا أحد منهم قد قرأ كتابًا واحدًا فى الموضوع الذى يتحدث فيه ولهؤلاء الضيوف تأثير سلبى جدًا وخطير جدًا على المتلقى، حيث يعتقد أنه قد ألم بجميع جوانب الموضوع المثار وأن الأمر بسيط والحقيقة تكون عكس ذلك تمامًا، فالأمور ليست بالسطحية التى يتحدثون بها ولا يجب أن تكون، هناك أيضا فارق كبيا بين التبسيط والسطحية وبين التبسيط المخل و بين الاختصار.

أما بالنسبة للقراءة بلغات أخرى فإنها وإن بدت صعبة أو حتى مستحيلة، فإن الإصرار على إكمال الكتاب الأول تفتح الباب أمام اعتياد الأمر وتحسين اللغة والخروج خارج حاجز الترجمة التى تكون فى الغالب ركيكة أو مملة وتلك إشكالية أخرى أراها فى غاية الأهمية والخطورة، فإن كان ما تتم ترجمته إلى اللغة العربية بهذا السوء، فماذا عما تتم ترجمته من العربية إلى لغات أخرى نعرفها ولا نعرفها وما هو حجم تأثيره على القارئ الغربى وما يتركه فى نفسه من انطباع عن الكتاب الأصلى وعن كاتبه.

فى جميع الأحوال يجب أن يقرأ الجميع ويجب أن يبدأ الجميع فى قراءة الكتاب الأول، ثم يعود إلى قراءة هذا المقال مرة أخرى عله يقتنع بما فيه أو يختلف معه ويجد لنفسه طريقًا آخر.