السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فى كلمة واحدة

فى كلمة واحدة

تطبيق المحادثة بتقنية الذكاء الاصطناعى ChatGPT اثار الجدال منذ إتاحته فى نوفمبر الماضى، جدالًا حول ما تمت تغذيته به من معلومات ودرجة دقتها ومدى حياديتها أو انحيازها، وجدلًا آخر حول النتائج والإجابات التى يقدمها التطبيق وهل هى حقيقية وموثقة ويمكن الاعتماد عليها أم لا، ثم جدالًا آخر حول نفس التطبيق هل يمكن اعتماده كمصدر من المصادر الموثوق فيها عند إعداد البحوث والدراسات أم لا، جدالًا آخر حول إمكانية استبدال هذا التطبيق للبشر فى عدة وظائف منها على سبيل المثال لا الحصر السكرتارية التنفيذية فى المؤسسات أو موظفى الدعم الفنى وصولًا إلى مهن معقدة كالمحاماة وغيرها، ثم جدالًا آخر حول مستقبل البشرية فى ظل تطور هذا التطبيق وتأثيرات ذلك على قدرات العقل البشرى الطبيعى وهل ستتراجع وتصاب بالكسل ما دام هناك من يقوم بعملها.



أسئلة كثيرة لا توجد إجابات محددة لها ولكن ستضح الصورة مع التطبيق والتطور المتوقع فى هذه الآلية، وحتى إن نصل إلى تلك اللحظة، طرحت عليه عدد من الأسئلة شريطة أن تكون الإجابة فى كلمة واحدة فقط، ففى سؤال عن وصف مصر جاءت الإجابة إنها «عظيمة» وفى سؤال عن الاقتصاد كانت الإجابة إنه «معقد» وفى سؤال عن الرعاية الصحية أجاب بأنها «أساسية» وفى سؤال عن الله كانت الإجابة الأولى أنه «القاهر» ثم عند إعادة تغيير أسلوب السؤال مع طلب بأن تكون الإجابة فى صورة كلمة واحدة فقط أيضا أجاب بانه «غامض».

وكانت «المساواة» هى إجابته عن سؤال لوصف زواج المثليين أو الأفراد من نفس النوع، «شرير» هى إجابته عن سؤال لوصف ادولف هتلر، اما عند السؤال عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فإن الإجابة كانت «مؤثر»، «قوى» هى إجابته عن سؤال عن الرئيس الروسى فلاديمير بوتن.

أسئلة أخرى كثيرة طرحتها عليه لتكون الإجابة بكلمة واحدة فقط وجاءت الإجابات مثيرة للجدال وفى أحيان أخرى لا تعبر عن الموضوع تعبيرًا كافيًا أو مناسبًا وذلك لعدة أسباب منها وجهة النظر التى يتبناها أو لأن اللغة الإنجليزية تكون مقتصرة أحيانًا كثيرة فى التعبير بكلمة واحدة عن أمر ما وهو ما لا يحدث فى اللغة العربية الغنية بالتعابير والمرادفات والمعانى ولذلك ادعوك عزيزى القارئ إلى تجربة التطبيق وتقييم الإجابات قبل أن تؤيد أو تعارض استخدام هذا التطبيق وهو ما يحتاج إلى أن تختبره أمام ما تؤمن به وتعرفه من معلومات وما استقر فى وجدانك من قناعات.