الخميس 18 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نتبنى سياسات استباقية للتعامل المرن مع الأزمات ترتكز على تعدد الأسواق وأدوات التمويل

وزير المالية: مصر من الدول الأعلى نموًا بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمعدل 4.8% خلال الخمس سنوات الماضية

أكد الدكتور محمد معيط وزير المالية، أهمية استعادة الثقة على مستوى الاقتصاد العالمى حتى تعود التدفقات اللازمة لتمويل التنمية، خاصة على مستوى الدول النامية؛ بما يُمكِّنها من التعامل مع تداعيات التباطؤ الاقتصادي؛ نتيجة لتقلبات أسواق المال العالمية فى أعقاب الأزمات المتعاقبة والتحديات الراهنة، موضحًا أن زيادة حجم التدفقات المالية لا تتحقق إلا من خلال استعادة ثقة المستثمرين فى النظام الاقتصادى العالمي، وفى الأسواق الناشئة أيضًا التى لا بد أن تتبنى سياسات استباقية قادرة على احتواء التقلبات الاقتصادية العالمية المتغيرة.



شدد الوزير، فى جلسة «مستقبل التدفقات النقدية العالمية» خلال مشاركته بمؤتمر «القطاع المالى» بحضور وزير مالية البحرين، ومشاركة افتراضية لوزير مالية إيطاليا، على أهمية تعميق التحول الرقمى على المستوى المالى، والتوسع فى وسائل الدفع الإلكتروني، ووضع أطر تنظيمية لها، وتحقيق التنسيق والتكامل الإقليمى فى هذا الشأن.

قال الوزير: إن الحكومة المصرية اعتمدت إطارًا متوازنًا لسياسات المالية العامة، أكثر فاعلية بمنهجية استباقية قادرة على التعامل المرن مع آثار الصدمات الداخلية والخارجية، كما اعتمدت استراتيجية تمويل متنوعة ترتكز على تعدد الأسواق وأدوات التمويل والمستثمرين، فضلًا على استكمال أجندة الإصلاح الهيكلي، والتعاون القائم مع صندوق النقد الدولى؛ على نحو يُسهم فى معالجة الضغوط التضخمية، وخلق نمو احتوائى يشمل كل فئات المجتمع. 

أشار الوزير، إلى أن مصر تُعد واحدة من الدول الأعلى نموًا بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بمعدل بلغ ٤,٨٪ من الناتج المحلى الإجمالى على المدى المتوسط خلال الخمس سنوات الماضية، وهو ما تجلى فى ديناميكيات قوية للنمو، أكسبتنا مرونة عالية فى مواجهة جائحة «كورونا»، والحرب فى أوروبا، موضحًا أننا نعمل على تعميق الشراكات البناءة مع القطاع الخاص، مع تنفيذ «وثيقة سياسة ملكية الدولة»، التى تسهم فى تعزيز مساهمات القطاع الخاص فى النشاط الاقتصادي، على نحو يجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.

قال الوزير: إن الدولة عكفت على تنفيذ العديد من الإصلاحات، التى تستهدف تطوير سوق السندات المحلية، باعتبارها مصدرًا آمنًا لتنويع مصادر التمويل؛ على نحو يُمكننا من جذب تدفقات إضافية جديدة، من خلال سلسة المؤشرات العالمية التى انضمت إليها مصر مؤخرًا، منها: مؤشر «فوتسى راسل» للأسواق الناشئة، و«جي. بي. مورجان»، و«جي. بي. أي» للأسواق الناشئة، لافتًا إلى أن إقبال المستثمرين على «السندات الخضراء»، و«اليوربوند»، و«الساموراى»، و«الصكوك الإسلامية السيادية»؛ يعكس ثقتهم فى الاقتصاد المصري.

أوضح الوزير، أن الاستراتيجية المُحدثة للديون متوسطة الأجل التى تم إعدادها بالتعاون مع البنك الدولي، لتعظيم جهود خفض تكلفة التمويل، ومد آجال الاستحقاق، سيتم إصدارها خلال العام المالى المقبل، لافتًا أن مصر نجحت فى إطالة عمر الدين من ١,٣ عام فى يونيو ٢٠١٣ إلى ٣,٤ سنة خلال العام المالى الحالي، جنبًا إلى جنب مع تعزيز التمويل المختلط الذى يمزج بين التمويل العام والخاص.

قال الوزير: إن مصر كان لها الريادة فى مناقشات السياسات العالمية الداعمة للتصدى للتغيرات المناخية، خلال مؤتمر المناخ «COP 27»، حيث نجحنا فى الخروج بتوصيات ومبادرات فعَّالة منها: «مبادرة تحالف الديون المستدامة» التى تهدف إلى خلق حيز مالى بالبلدان النامية للاستثمار فى البنية التحتية، وتنمية التجارة والتحولات العادلة وتحقيق الانتعاش الأخضر والمستدام فيما بعد الجائحة، إضافة إلى مبادرة «خفض تكلفة الاقتراض الأخضر» التى تستهدف تقليل تكلفة وأعباء التمويل الأخضر بالدول الإفريقية وتوفير السيولة الكافية لتحقيق المستهدفات التنموية وتحفيز الاستثمارات فى المشروعات الصديقة للبيئة.

أضاف الوزير، أن إصدار الدولة لإطار «التمويل السيادى المستدام» الذى يُحدد الأولويات البيئية والاجتماعية للحكومة، يمثل خطوة جديدة للحفاظ على مكانة مصر الرائدة فى مجال التمويل المبتكر للمناخ والتنمية الاجتماعية والاقتصادية فى إفريقيا والشرق الأوسط، موضحًا أنه يجب التعامل السريع مع المتغيرات المناخية، للحد من الفقر وإرسال دعائم حياة كريمة أكثر استدامة لشعوب العالم من خلال إتاحة الفرصة للدول الإفريقية للاقتراض بآليات ميسرة، وحشد المزيد من التمويل الأخضر والمبتكر، وجذب رأس المال الخاص.