الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سعيد أردغانة يقابل عبدالحليم حافظ

سعيد أردغانة يقابل عبدالحليم حافظ

أثناء الجولة المسائية خلال أحد مواقع الأغانى على شبكة الإنترنت استوقفنى صوت وموسيقى فى غاية الغرابة لمطرب شعبى شهير يُدعى سعيد أردغانة، لم أستطع أن أتبين من الكلمات إلا جملة صغيرة تقول :«إنتى منك لله، الله يخرب بيت كدة»، وسط طبل وزمر والكثير من الدق والرزع على آلات كانت تدعى «موسيقية» ولكن بعد الانتهاء من الاستماع إلى تلك الأغنية اعتقد أن الاسم الأنسب لها هو «آلات إزعاج».



أغلقت التطبيق وأنا أشعر ببعض الدوار وبصداع خفيف يتسلل إلى خلايا مخى، فكرت فى أن أتناول أحد الأقراص المسكنة ولكننى فكرت أن ربما بضع دقائق مع أغنية حقيقية من الزمن الجميل هى الأنسب والأفضل لعلاج تلك الحالة، لذا قمت بفتح التطبيق مرة أخرى باحثًا عن أحد أغنيات العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، ولما ظهرت نتائج البحث قمت بالضغط بصورة عشوائية على أحد الأغانى من بدون أن أعرف اسم الأغنية، فجميع الأغانى رائعة، وهنا بدأت الكلمات تصل إلى مسامعى وتنتقل منها مباشرة إلى وجدانى قائلة:

«الموج الأزرق فى عينيك، ينادينى نحو الأعمق، وأنا ما عندى تجربة، فى الحب ولا عندى زورق».

لم تمض إلا دقائق معدودة إلا ووجدتنى أجلس على كرسى فى منتصف منضدة مستطيلة يجلس على طرفيها كل من العندليب عبدالحليم حافظ والمطرب الشعبى سعيد أردغانة، وهنا وجدت سعيد يبدأ الحديث موجها كلماته إلى عبدالحليم قائلا:

-مساء الفل يا عندليب

-مساء الخير يا ابنى

-ليك وحشة والله

-أشكرك، ممكن تعرفنى بنفسك؟

-أنا المطرب سعيد أردغانة.

-أهلا وسهلا، سعيد أيه؟

أردغانة حضرتك.

-يعنى أيه؟

-بص يا باشا، أنا الصراحة معرفش، بس الواد ابنى دخل على النت وقالى دى كلمة تركى معناها «دوشة فى عزومة»

-أنت مطرب فين؟

-فى مصر يا باشا فى مصر، أنا مطرب كبير وليا معجبين وبعمل حفلات ومفيش توك توك فى مصر ما يعرفنيش، بس أنت الباشا يا باشا.

-توكتوك؟ يعنى أيه؟

-دى ركوبة جديدة، فسبا ومقيفينها، عاملين تقفيصة صاج وأهو الناس بترزق.

-أنا مش فاهم منك حاجة، طيب قولى الناس بتسمعك فين؟

-فى كل حتة حضرتك، تكاتك ماشى، نت ماشى، فضائيات ماشى، حفلات برة و جوة ماشى، أنا برنس وليا معجبينى، بس برضك بغنى قديم، أنا بغنى من زمان وصوتى حلو وممكن أغنى ليك، طب اسمع دى «الحلوة حياتى وروحى بقولك أيه، أيه أيه، إن قلت بحبك حب شوية عليك»

-لا يا ابنى غلط الكلمات مش كدة، الأغنية بتقول :«الحلو حياتى وروحى وأقول له أيه. إن قلت باحبه الحب شوية عليه»، ثم مال صوتك عامل كدة ليه؟، أنت عيان؟

-لا ياباشا أنا زى الفل، اسمع دى كمان.

-لا لا كفاية كدة، أنا ماشى، ربنا يعين الناس على الزمن ده.

انتفض العندليب غاضبًا ثم قام بمغادرة الغرفة تاركنى بمفردى مع سعيد أردغانة الذى بدأ يصرخ بكلمات أغنيته الشهيرة :«منك لله» غير عابئ بغضب العندليب ومغادرته للحجرة، لم أستطع أن استمع لجملة واحدة مما يقول سعيد أردغانة وما هى إلا لحظات إلا واستيقظت من هذا الكابوس المؤلم لأقابل واقعًا أكثر إيلامًا.