الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
روزاليوسف تحتفل بسفر زوجها لباريس!

روزاليوسف تحتفل بسفر زوجها لباريس!

كانت السيدة «روزاليوسف» أسعد الناس بسفر زوجها «زكى طليمات» إلى باريس فى بعثة لدراسة فنون المسرح، بل أنها خصصت غلاف العدد الثالث من المجلة كاملا لصورته وكتبت على الغلاف تقول: الاستاذ زكى طليمات عضو بعثة التمثيل أديب ولع بفن التمثيل منذ الصغر وازدادت مواهبه وضوحا عاما بعد عام إلى أن شملته رعاية حضرة صاحب الجلالة مولانا المعظم فأوفدته وزارة المعارف العمومية إلى فرنسا لدراسة فن التمثيل وقد أبحر إليها يوم الثلاثاء الماضى رافقته السلامة «اقرأ صفحة 2».



وتحت عنوان «بعثة فن التمثيل» كتبت روزاليوسف تقول: على ظهر الباخرة «لوتس» غادر زكى طليمات ثغر الاسكندرية يوم الثلاثاء الماضى إلى باريس ليلتحق بالمعهد الأهلى لفن التمثيل فسطر تاريخ التمثيل فى مصر سير أول بعثة مصرية إلى بلاد الغرب لتلقى أصول فن التمثيل وأنظمته، كما سطر أكبر دليل على اهتمام الهيئة الحاكمة بهذا الفن الجميل، أمام هذا لا يسع كل من يؤمن بحاجة المسرح المصرى إلى البعثات الفنية إلا أن يحيى بالحمد والثناء هذه اليد البيضاء الجديدة التى أسداها إلى الفن «العاثر» فى مصر جلالة مليك البلاد.

وهكذا سيحفظ تاريخ النهضة المصرية الحديثة أن إسماعيل الكبير مجدد شباب مصر شيد أول دار لفن التمثيل فى مصر، ثم جاء نجله العظيم فعمل على تعمير هذه الدار بفنانين مصريين سيعملون على نشر هذا الفن الجديد، أجل فن التمثيل جديد فى مصر، جديد إلى درجة أن مجتمعنا المصرى لم يتصل به إلا منذ سبعين عاما تقريبا فهو بحكم جدته بيننا أحوج ما يكون إلى رءوس تتقن درس أصوله وقواعده فى موطنه لتتولى نشره على حقيقته ووفق جوهره فى هذا البلد الذى ما برح يرمق هذا الفن بعين ملؤها القلق.

وتسترسل «روزاليوسف» فتخاطب أهل الفن فى مصر قائلة: عفواً إخوانى وأخواتى فى المهنة الشريفة، ما أنا بجاحدة مجهودكم ولست بهذا التصريح أنكر فضل أفراد ناهبين بينكم حملوا هذه الرسالة فى دورها الأول، الدور القاسى بما وسعه علمهم وبقدر ما أمدتهم مواهبهم حتى أوصلوا مسرحنا إلى المستوى الذى يستقر فيه الآن.

حقا لنا مسرح يتقدم سريعا نحو الرقى المنشود، بل مسرحنا جدير بأن يتولى زعامة مسارح الشرق العربى قاطبه، ولكن هذا وأمامنا المسرح الغربى أستاذنا يقدم لنا بعض ما انتهى إليه من تقدم وارتقاء كل شتاء بدار الأوبرا وغيرها من مسارح العاصمة، هذا ونصب عيوننا المجلات والكتب تخط وترسم جلال هذا الفن وحقيقته، لا يصرفنا عن المجاهرة بأن مسرحنا ما برح يفتقد الاخصائيين فى سائر فنونه وصناعاته، وأنه بهذا الافتقار منهار الجانب فى كثير من نواحيه، أننا لنخدع أنفسنا إذا صرحنا بأن مسرحنا بلغ الغاية والنهاية فى الفن، بل أننا لنسجل علينا إدعاء الحمقى وسخرية الجيل القادم إذا سايرنا صوت الهوى فأنكرنا فضل البعثات المسرحية على مسرحنا الناشئ!

والآن وقد سافرت أول بعثة مسرحية إلى أوروبا وقد لمسنا اهتمام الحكومة بفن التمثيل نسأل فى حيرة ما الذى اعتزمته وزارة المعارف العمومية حيال بعثات التمثيل وهى صاحبة الأمر فى مبلغ العشرة آلاف جنيه، التى أقرها البرلمان لمساعدة وتنشيط الفنون الجميلة، اتكتفى ببعثة هذا العام وهى لا تضم سوى فرد واحد أم هى تفكر فى ارسال غيره فى بعثة العام المقبل؟!

قد يكون هذا السؤال سابقا لأوانه، ولكننى لا أملك المبادرة به، أن نواة المسرح المصرى الجديد لا يمكن أن يغرسها فرد واحد، فن التمثيل يضم تحت لوائه فنونا وصناعات عديدة تفتقر فيها الاخصائى الواحد وبمسرحنا شباب وشابات قد أبدوا أهلية لتلقى فنون التمثيل! وتنهى«روزاليوسف» مقالها المنشور بتاريخ 9 نوفمبر سنة 1925 بملحوظة شخصية جدا قالت فيها لزكى طليمات!

بقيت كلمة للراحل العزيز، لا أذكرك واجبك نحو فنك الذى قمّت به وأودى قديما بمستقبلك المادي، أنت به أدرى منى! ولا أذكرك بواجبك نحوى نحو زوجتك وطفلتك الرضيع فى ذمة الفن وفى نصرته ما تتحمل وما ألاقى ولكنى أذكرك بمصر العزيزة وواجبها عليك فيما أرسلتك من أجله.. سلام.

وللذكريات بقية!